الصابئة المندائيون وكتاب الكنز العظيم جنزاربا
الصَّابِئَّة_الْمَنْدَائِيُون((الجزء4))
وجاء في آياتِ كِتَاب الله مُصْحَف جِنْزَا رَبَّا الْمُبَارَك ( كَنْزَا رَبَّا ) ان الله خلق الكَون وجعله منازل وطبقات وكلف عليها حراساً مِن المَلائكةِ التي تعمل بأمره:ـ
﴿ إِنَّا جَعَلَنَا الْكَوْنَ مَنازِلَ وَطَبَقَات ، مُكتَمِلاَتٍ وَغَيَّرَ مُكتَمِلاَت ، وَأُوَكِّلْنَا بِكُلِّ طَبَقَةٍ حُرَّاسَاً ، مَلاَئِكةً أَجْنَاسًا ﴾
![]() |
الصابئة المندائيون وكتاب الكنز العظيم جنزاربا |
وبينت آيات كِتَاب الصَّابِئَة الْمُقَدَّس جِنْزَا رَبَّا ، ان الله سبحانه سَيفصل يوم الحِساب بين الذين آمنوا به واطاعوه وعملوا بما امرهم به والذين لم يؤمنوا به ، فالدّنيا دار عمل ، والآخرة دار حِساب ، فالمؤمنون الذين عبدوا الله حق عبادة وعملوا الصّالحات ، فان الله سيجزيهم بِالآخرةِ السّعيدة ، جنانه النُّورانيّة ، جنان النُّور:ـ
﴿ وَهَلُمَّ لِأكْشِفَ لَكَ عَنْ بَاهِري الصِّدْقِ فِي هَـٰذِهِ الدُّنْيَا ، إِنَّهُمْ حِينَ تَنْتَهِي أَعْمَارُهِمْ عَنْهَا يَرْحَلُون .. وَإِلَىٰ هُنَاكَ يَذْهَبُون .. يَطْلُبُونَ فَيَجِدُون ، وَيُصَلُّون وَيُسَبَّحُون .. ثَوْبًا عَلَىٰ ثَوْبٍ مِنْ الضِّيَاءِ يَلْبِسُون ، وَثَوْبًا عَلَىٰ ثَوْبٍ مِنْ النُّورِ يَكْتَسُون ، يَفْرَحُون وَيَضْحَكُون .. ويَتَمَتَّعُون وَيتألَّقون .. وَفِي مَلَكُوتِ الْحَيِّ يُقِيمُون ﴾
؛ ووصفت الجَنة في كِتَابِ الصَّابِئَة الْمُقَدَّس الْجِنْزَارَبَّا ، بانها عالم من النُّورِ والضِّياء والبَهاء ، والبَهجة والسّرور ، معطرة بأطيب العُطور ، فيها المِياه العَذبة تجري ونسمات الرّياح الطّيبة تسري ،لا ظلام فيها ولا احزان ، ولا سوء ولا شرور ، ولا برد ولا حرور ؛ مفعمةٌ بِالسّلامِ والرّخاء والطّمأنينة ، والمَحبة والأمان ، هي دار لِلخيرين والصّالحين ومنازل للمؤمنين والمُتقين ، فيها المَلائكة والاثريّين والمُؤمنين جميعاً للهِ سبحانه يَسجدون ، له يتعبدون ويُسبحون ، ويَخشعون ويشكرون:
﴿ فَأَمَّا أرْضُ النُّور ، فَقَدْ ثَبَّتْنَا فِيهَا الْأُثرِيِّينَ ، وَمَلاَئِكةَ النُّور ، وَزَيَّنَّاهَا بِمَصَابِيحَ تَدُور ، وَوَهَبْناهَا رِيَاحًا سَاريَة وَمِيَاهًا جَارِيَة ، وَعَطَّرْنَاهَا بِالْأَرِيج ، وَأنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ بَهيِج ﴾
، وبينت آيات جِنْزَا رَبَّا الْمُقَدَّس ان عوالم النُّور تقع في الأقاصي العُليا من عوالمِ الشّمال ، خارج حدود الدّنيا ، وفيها كل ما تقر له العُيون من النِّعمِ ، عوالم كاملة مليئة في الايمانِ وفي محبةِ الرّحمن ، فيها المُؤمنين والمَلائكة والاثريّين للهِ ملك الانوار العَلي يَسجدون ويُسبحون:
﴿ أَقُولُ لَكُمْ عَنْ أَكْوَانِ النُّورِ وَمَا فِيهَا ، مَلِكٌ سَام ، عَظِيمُ الْمَقَام ، سَاهِرٌ لَا يَنَام ، لَا يُرَىٰ ، وَلَا يُرَام ، إلاَّ بِالْحَدْسِ وَالتَّلْمِيح ، وَالصَّلاَة وَالتَّسْبِيح ، ذلِكَ هُوَ مَلِكُ أكْوَانِ النُّور ، عَظِيمَةٌ قُدْرَتُه ، كَاشِفَةٌ نَظَرْتُه ، طيِّبَةٌ عِتْرَتُه ؛ مَلاَئِكةٌ أَطْهَار ، وَأثَرِيُّونَ أَبْرَار ، وَأصْفِيَاءُ أَخْيَار ، وَأَضْوِيَةٌ وَأَنْوَار ، عَالَمٌ عَال ، بَعِيدُ الْمَنَال ، خَارِجٌ عَنْ حُدُودِ الدُّنْيا ، فِي الْأَقَاصِي الْعُلْيَا ، مِنْ عَوَالِمِ الشِّمَال ، ضَوْءٌ وَإِتْقَان ، وَأَنْهَارٌ وَجِنَان ، وَمَبَاهِجٌ أَلْوَان ، مَاءٌ يَجْرِي ، وَرِيَاحٌ تَسْرِي ، وَعَوالِمُ أُثرِي ، مَمْلوءَةٌ بِالْمَحَبَّةِ وَالْإِيْمَان ؛ أَبْرَاجُهُ لَا تَغُور ، وَنُجُومُهُ لَا تَدُور ، وَعَوالِمُهُ دَائِمَة النُّور ، لَا يَعْتَرِيهَا بَرْدٌ وَلَا حَرُور ؛ تِلْكَ هِيَ عَوالِمُ الرَّحْمَن ، بَعِيدةٌ عَنْ كُلِّ الْأَكْوَان ، لَا يَرْقَىٰ إِلَيْهَا عَيْبٌ وَلَا نُقْصَان ، وَلَا زَيْفَ فِيْهَا وَلَا بُهْتَان ﴾ ،
وجاءَ في آياتِ مُصْحَف الصَّابِئَة الْحُنَفَاء جِنْزَارَبَّا الْمُقَدَّس ان جنان الانوار ، ملكوت الحَيّ الْعَظيم ، هي عالم العدل والسّلام ، والاتقان والايمان ، مواطن من النّورِ والنّعيم ، هناك يعيش المُختارين الصَّالحين والمَلائكة والاثريّين:ـ
﴿ هُوَ مَلِكُ النُّور السَّامِي ، هُوَ الله ، مِنْهُ كَانَ الْمَلاَئِكَةُ وَالْأَثَرِيّون ، بِضِيَائِهِ وَنُورِهِ يَرفُلونْ ، أَسْنَى مِنْ الشَّمْسِ وَالْقَمَرْ ، مُنَزَّهُون عَنْ الْكَدَرْ ، أجِلَّاءُ حَينَ يَظْهِرُونَ ، سِرَاعٌ حِينَ يَسِيرُونْ ، أَرَأَيْتُّمُ إِلَىٰ الضِّيَاءِ ، كَيْفَ يَعْبُرُ إِلَىٰ الْأَرْضِ مِنْ السَّمَاءِ ، كَذَلِكَ هُمْ يَصِلَونْ ، لَا عَدَّ لِفَضَائِلِهِمْ ، وَلَا قِيَاسَ لِشَمَائِلِهِمْ ؛ ذلِكَ هُوَ مَلَكُوتُ الْحَيّ ، عَدْلٌ وَإِتْقَانْ ، وَسَلاَمٌ وَإيمَانْ ، وَكَمَالٌ دُونَ نُقْصَانْ ﴾ ،
اما جهنم ، عوالم الظّلام فقد وصفتها آيات مُصْحَف جِنْزَا رَبَّا الْمُبَارَك بأنها تقع في اقاصى الاكوان الجَنوبيّة ، وهي عوالم مُوحِشة وكريهة ، عوالم مِن نارٍ ودخانٍ ، ونيران شديدة حارقة ومياه ساخنة ، وعواصف خانقة ، وخلائق مروعة ومُخيفة ، ونفوس كثيرة هناك ، في النّارِ والظّلام والعَذاب قابعة ، محشورة افواجاً في غياهبِ الجحيم حيث العَذاب الأليم ، جزاء ما كانت فاعلة:ـ
﴿ وَأمَّا عَالَمُ الظَّلاَم ، عَالَمُ الشُّرُورِ وَالْآثَامِ .. فَأرْضٌ مُقْفِرَةٌ مَسْعُورَة ، دُفِعَتْ إِلَىٰ أقْصَىٰ الْجَنُوبِ ، بَعِيدًا عَنْ الْمَعْمُورَةُ ، عَوالِمُ مِنْ دُخَانٍ وَنَار ، وَنَقْصٍ وَشَنار ، تَعِجُّ عَجِيجًا بِالْأَشْرَارِ ، وَبِالْقَتَلةِ وَالْفُجَّارِ ، وَالسَّحَرةِ وَالْمُشَعْوذِيِنَ وَالْكُفَّار ، أَرْوَاحٌ زَاهِقَة ، وَنِيرَانٌ حَارِقَة ، وَعَوَاصِفُ خَانِقَة ، تَسُوقُهَا شَيَاطِين حَانِقَة ، وَسُفَهَاء ، وَمَصَّاصُو دِمَاء ، بِوُجُوهٍ مُظْلِمَةٍ سَوْدَاءٍ ، صُمٌّ بَلْهَاء ، يَنْهَضُ بَيْنَهُمْ الْمُشَعَوِذُون ، وَالْمُزَيِّفُون وَالْكَذَّابُونَ ، وَالسُّرَّاقُ وَالْغَاصِبُونَ ، وَالْقَتَلَةَ الْمُجْرِمُونَ ، أَنْوَالًا أنْوَالا ، قِصَارًا وَطِوَالَا ، وَخَلاَئِقَ أَشْكَالَا ، مِنْهُمْ يَطِيرُونَ ، ومِنْهُمْ يَسِيرُونَ ، ومِنْهُمْ عَلَىٰ بُطُونِهِمْ يَزْحَفُون ﴾.
**************
💐💐💐💐💐💐💐💐
كيف وصف الله عز وجل الإنسان في كتاب الكنز العظيم ؟
وجاء في آياتِ كِتَاب الصَّابِئِينَ مُصْحَف الْكَنْز الْعَظِيم الْمُبَارَك ، ان كل إنسان مسؤول مسؤوليّة مباشرة عن نفسهِ ، وسيحاسب كل أمرء على افعالهِ ، وسيجازى كل شخص على اعمالهِ ونتائجها ، ولا يحاسب او يعاقب على اخطاءِ غيره:ـ
﴿ كُلُّ نَفْسٍ تُسْألُ هِيَ عَنْ أَعْمَالِهَا ، لَا تُشَارِكُ نفسٌ نَفْسًا ، وَلَا تَتَحملُ نَفْسٌ نَفْسًا ﴾ ،
وورد ايضاً في مُصْحَفِ جِنْزَا رَبَّا الْمُبَارَك في آياتِ صُحُف سيدنا أنوش عليه السّلام بان كل إنسان سيجازى ويحاسب بعد الموت بما عمل ، وما فعل ، وما قدمت يداه في الدّارِ الفانيَة ، الحَياة الدّنيا ، ولا تُؤاخذ نفسٌ بذنوب نفسٌ أخرى ، ولا تحاسب مكانها:ـ
﴿ إنَّ كُلَّ إِنْسَانٍ مَأْخُوذ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاه ﴾ ،
وجاء كذلك في مُصْحَفِ جِنْزَا رَبَّا الْمُبَارَك ، ان لكل كائن حي نفساَ مسؤولاً عنها ، يحفظها ويقومها من الوقوعِ بِالمعاصي:ـ
﴿ أَنَا رَسُولُ النُّور الْمَلَكَ الَّذِي أتىٰ مِنْ هَيْلمَانِ النُّورِ ، إِلَىٰ هُنَا أَتَيْتُ ، وَفِى يَدِي الْإشْرَاق ، أَتَيْتُ وَالْإشْرَاق فِى يَدِي إِلَىٰ هُنَا ، يُحِيطُ بِي السَّنا ، وَالنُّورُ وَالتَّمْجِيدْ ، بِالصِّبَاغةِ وَالصَّلاَةِ أَتَيْتْ ، وَالصَّوْتِ وَالْبَلاَغ ، أَنَا رَسُولُ النُّور ، أضأتُ كُلَّ خَافِقٍ يَملؤُه الدَّيْجورْ ، بِبَلاَغي وَبِصَوْتِي فِي هَـٰذِي الدُّنْيَا الْمَخْتُومةِ بِالْمَوْتِ ، أَنَا أَطْلَقَتُ صَرْخَةْ ، صَرْخَةً أَنَا أَطْلَقَتُ فِيهَا: كُلُّ حَيٍّ لهُ نَفْـسُهُ يَصْطَفِيهَا ، يَتَعَهَّدُهَا ويَـقِيهَا ، لَا تَكُنْ فِي خَطِيئتِهَا ثَاوِيَةْ ، إن أَرَادَ الْخَلاَصَ مِنْ الْهَاوِيَةِ ، طُوبَىٰ لِلأَخْيَار ، وَلِخُدَّامِ الْعَهْدِ الْأَبْرَارِ ، لِلْكَامِلِينَ ، لِّلْمُؤْمِنِينَ ، طُوبَىٰ لِّلْمُؤْمِنِينَ الْكَامِلِينَ ، النَّائِينَ عَنْ رِجْسِ الْأَشْرَار ، أَنَا رَسُولُ النُّور ؛ الْوَاحِدُ الْعَظِيمْ ، الْأحَدُ الْعَظِيمْ .. أَرْسَلَنِيَ لِهَـٰذِهِ الدُّنْيَا ، رَسُولُهُ الْحَقُّ أَنَا لِهَـٰذِهِ الدُّنْيَا ، آيتُهُ الْعُلْيَا ، أَنَا رَسُولُهُ الَّذِي لَا زَيْفَ .. لَا تَمْوِيه ، لَا عَيْبَ ، لَا نُقْصَان ، لَا أيَّ افْتِرَاءٍ فِيهِ ، أَنَا رَسُولُ الْحَقّْ ﴾ ،
وايضاً جاء في هذا الكِتَاب الْمُبَارَك ان الخلق اجمعين سوف يحاسبون على اعمالِهم يوم الحساب:ـ
﴿ إِنْ عُكَّازَتَكُمْ يـَوْمَ الْحِسَابِ أعْمَالُكُمْ الَّتِي عَلَيْهَا تتوكَّأونَ ، فَانْظُرُوا إِلَىٰ مَاذَا تَسْتَنِدون ﴾ ،
وجاء في الْمُصْحَف الْمُبَارَك:ـ
﴿ أَيَّتُهَا الْأُمَمُ وَالْأَجْيَالُ لِمَاذَا تَبْكُونَ ، أَوَمَا عَلِمْتُمْ بِأَنَّ أَعْمَالَكُمْ تَرتدُّ عَلَيْكُمْ ، وَأَنَّكُمْ بِمَا فَعَلْتُمْ تُؤْخَذُونَ ﴾ ،
وجاء في الْكِتَاب الْمُبَارَك ان النّفوس لا تزدرى إلا بما قدمتْ من اعمال نافعة او ضارة:ـ
﴿ إِيَّاكُمْ وَالْهُزْءَ بِمُعَوَّقٍ ، أَوْ السُّخْرِيَّةَ مِنْ ذِي عَاهَة ، إِنَّ الْأَجْسَادَ قَدْ تُبْتَلَىٰ بِالْأَوْجَاعِ ، وَلَـٰكِنَّ النَّفْسُ الرُّوحِيَّةِ "نِشْمَاثَا" لَا تُهَانُ وَلَا تُزْدَرَىٰ إِلَّا بِأَعْمَالِهَا ﴾ ،
حكم الموت في كتاب الكنز العظيم جنزاربا
*******************
وكذلك ورد في مُصْحَفِ الْجِنْزَارَبَّا الْمُبَارَك ان الناس سوف تنادى بامهاتهم وان الحساب سيشمل النَّاس كافة:
﴿ سَتُحَاسَبُ الْأَكْوَانُ يَوْمَ الدَّيْنُونَة .. كُلُّ صَاعِدٍ سَيُحَاسِبُونَهَ ﴾ ،
وجاء في آياتِ هذا الْمُصْحَف الْمُبَارَك ان الله سبحانه سيحاسب النّفوس كافة ، ولا تبدل عنده نفس بدل نفس اخرى ، ولا تنفع واسطة بين الخالق والمخلوق او تَحُول دون الحساب ، ولا تنفع الكفارات والقرابين او ما يعرف بِالفداءِ وما شابهها ، الْكل سوف يحاسبهم رب العالمين وسوف توزن أعمالهم ، ولا يستبدل عنده إنسان بآخر:
﴿ الْحَيُّ هُوَ الَّذِي يَرَىٰ ، وَهُوَ الَّذِي أمَرَ أمْرَا ،..، الْوَاحِدِ الْأحَدْ ، لَا تُقْبَلُ لَدَيهِ شَفَاعَةٌ وَلَا قُرْبَان ، وَلَا يُستَبْدَلُ إنْسَانٌ بِإنْسَان ﴾.
وجاء في آياتِ كِتَاب الصَّابِئِينَ الْمُقَدَّس جِنْزَ ارَبَّا الْمُبَارَك ان الموت أي موت الأجساد هو من نصيبِ كل نفسٍ حيَّة:
﴿ قَالَ الْحَيُّ وَهُوَ مُستَوٍ عَلَىٰ عَرْشِهِ بَيْنَ أَنْوَارِهِ: لْيَكُنْ الْمَوْتُ مِنْ نَصْيِبِ أَهْل الدُّنْيَا ﴾ ،
وورد في آياتِ كِتَاب الصَّابِئَة الْمُقَدَّس ان الموت هو حق وعاقبة تدرك كل نفس حيَّة ، فالموت هو حَق محتوم على كلِ إنسان لا مهرب منه ولا مفر ، ولا يجوز الاعتراض على الموتِ فذلك يعادل ستة وستين خطيئة ، لأن الاعتراض على الموتِ هو كاعتراض على مشيئةِ الله الحَيّ القدير سبحانه وقضاءه وقدره:ـ
﴿ نَحْنُ نُسِّميَهِ الْحَقّ ، وَأنْتُمْ تُسَمُّونَهُ الْمَوْت ، كُلُّ مَنْ لَعَنَهُ وَضَعَ أَمَام نَفسِهِ سِتَّةً وَسِّتِين مَعْثَرًا ﴾ ،
وحرمتْ آيات الْكِتَابِ الْمُبَارَك الصَّابِئِينَ من الاعتراضِ على حكمِ الله سبحانه وقضاءه:
﴿ يَا أَصْفِيَائِي ، لَا تَعْتَرِضُوا عَلَىٰ أمْرِ رَبُّكُمْ ، وَكُونُوا صَالِحِينَ ﴾ ،
وأشارت آيات مُصْحَف الصَّابِئَة الْمُقَدَّس إلى ان الموت ما هو إلا تحرير للنفوس مِن الاجساد ، وان جميع الأجساد تفنى ، والكل يهلك ويموت في هذه الدّنيا ، وجميع النّفوس سوف تتحرر وترجع إلى بارئِها وخالقها ، الله سبحانه وتعالى ، حينها سوف تحاسب جميع النّفوس على ايمانِها وافعالها واعمالها::
﴿ كُلُّ مَنْ يُولدُ يَمُوت ، وَكُلُّ مَا يُصنَعُ بِالأَيْدِي يَفسُدُ ، وَالْعَالمُ كُلّه يَفْنَىٰ ، فَأَيْنَ سِرُّ الْألْوهيَّةِ الَّتِي فِيهِ إِنْ كُنْتُمْ تَنْتَظِرُونَ ، إنْ عُكّازتَكُمْ يَوْمَ الْحِسَابِ أعْمَالُكُمْ الَّتِي عَلَيْهَا تتوكَّأون ، فَانْظُرُوا إِلَىٰ مَاذَا تَسْتَنِدون ﴾ ،
وبينت آيات الْكِتَاب الصّابئي الْمُقَدَّس جِنْزَا رَبَّا الْمُبَارَك ان جميع النّفوس لا تتحرر من الأجسادِ إلا بمشيئةِ رب العالمين ، وسوف تتم محاسبتهاعلى الأعمالِ التي قامت بها في هذه الدّنيا ، والملاك صَورئيل عليه السّلام هو المسئول عن مهمةِ قبض النّفوس وتحريرها من الاجسادِ منفذاً امر الخالق ، الله سبحانه ، الواحد الأوحد:ـ
﴿ الْحَيُّ هُوَ الَّذِي يَرَىٰ ، وَهُوَ الَّذِي أمَرَ أمْرَا ، فَاِمْتَثَلَ صُورِيّيل ، وَصَارَ بِأَمْرِهِ يُخَلِّصُ النَّفْسُ الرُّوحِيَّة "نِشِمَاثَا" مِنْ الْجَسَدِ ، وَيَصَعَدُ بِهَا إِلَىٰ الْوَاحِدِ الْأحَدْ ؛ لَا تُقْبَلُ لَدَيهِ شَفَاعَةٌ وَلَا قُرْبَان ، وَلَا يُستَبْدَلُ إنْسَانٌ بِإنْسَان ﴾ ،
وحرمت آيات كِتَاب الصَّابِئَة الْمُقَدَّس الصَّابِئِينَ ونهتهم من الجزعِ والضْجرِ والنّدبِ والنّياحِ والعويلِ والصّراخِ والثّبورِ ولطمِ الخدود والاجساد على الامواتِ ، وحرمت آيات كِتَابهم الْمُقَدَّس قلع الشّعر وتمزيق الثّياب وغيرها مِن مظاهرِ السّخط والاعتراض على موتِ الاجساد ، حكم الله سبحانه ومشيئته .
وبينت نصوص مُصْحَف جِنزا رَبَّا الْمُبَارَك ، ان المؤمنين بِاللهِ عليهم قبول حكمه والرّضاء بقدره وقضاءه ، وبينت النّصوص ان النّفوس كلما طالت اعمارها في هذهِ الدّنيا زادت خطاياها ، فمَنْ احبوا موتاهم الذين فارقت نفوسهم هذه الدّنيا الفانيَة ليس لهم إلا أن يسألوا الله الرّحمة ومغفرة الخطايا والذّنوب لِموتاهِم ، وذلك من خلالِ قراءة الادعية والتّضرعات للهِ سبحانه ، وقراءة تراتيل وصلوات التّرحم والغفران ، واعطاء الصّدقات واقامة طقوس وشعائر المراحم وطلب السّكينة والصّعود والارتقاء
إلى الحياةِ الآخرة :
﴿ لَا تَبْكُوا مَوَّتَاكُمْ ، وَلاَ تُقِيمُوا عَلَيْهِمْ الْأَحْزَان ، إِنَّ مَنْ مَزَّقَ ثِيَابِهُ عَلَىٰ مَيِّتٍ فَقَدْ دَنَّسَهَا ، وَمَنْ قَلَعَ شَعْرَةً عَلَىٰ مَيِّتٍ فَسَيُرْبَطُ بِجَبَلِ الظَّلاَمِ بِحَبْلٍ لَا يَبِيد ، كُلَّمَا طَالَتْ أعْمَارُكُمْ زَادَتْ خَطَايَاكُمْ ، فَلَا تَحْزَنُوا عَلَىٰ النَّفْسِ الرُّوحِيَّة "نشِمَاثَا" إِذَا فَارَقَت الْحَيَاة ،..، مَنْ أحَبَّ مَوْتَاهُ فَلْيَطْلُبْ لِأَنْفُسِهِمْ الرَّحْمَة ، وَأَقِيمُوا عَلَيْهَا الصَّلاَة وَالتَّسْبِيح ، وَاقْرَأُوا الْابْتِهَالاَت ، وَأَقِيمُوا طَلَبَ السَّكِينَة وَالْمَغْفِرَة وَالْارْتِقَاء "مَسْقِثَا" وَالرَّحْمَة مِنْ أَجْلِهَا ، عِنْدَئِذٍ يَسِيرُ الضِّيَاءُ أمَامَهَا ، وَيَأْتِي النُّورُ وَرَاءهَا ، وَرُسُلُ الْحَيِّ عَنْ يَمِينِهَا ، وَمَلاَئِكةُ النُّورِ عَنْ شِمَالِهَا ، فتَنْجُو مِنْ الْمَطْهَّرَاتِ "مَطْرَاثا" وَمِنْ مَرَاجِلِ النَّار ﴾
يتبع في الجزء الخامس
0 comments :
إرسال تعليق