الصابئة المندائيون
دِيَانَة الصَّابِئَّة الْمَنْدَائِيُون ((الجزء 5))
ويقرأ الصَّابِئِينَ دعاء الرحمة على موتاهِم ، سائلين الله الرحمة والمغفرة للميت ولأنفسهم ، حيث يقولون فيها:
﴿ بِأَسْمَاءِ الْحَيِّ الْعَظِيم ، الْإِئْتِلاَفُ وَرَحْمَةُ الْحَيِّ وَغُفْرَانُ الْخَطَايَا إِلَيْهِ ، لِذِي النَّفْسِ الرُّوحِيَّة الصَّاعِدَةُ "اِسْمُ الْمُتَوَفَّى" ، وَغُفْرَانُ الْخَطَايَا إِلَيْنَا ، مَوْجُودٌ الْحَيّ ، مَوْجُودٌ الْمَوْلَىٰ ، مَوْجُودٌ الْمُدْرِك ﴾
ويؤمن الصَّابِئُونَ بِاللهِ سبحانه ايمان توحيدي صِرْف ، حيث يؤمنون به إلهاً واحداً لا شريك له ولا ند ، حيث جاء في آياتِ المصحف الْكَنْز الْعَظِيم الْمُبَارَك ان يشهدوا لا إله إِلا الله الحَيّ العَظِيم ، مَلكُ النُّور السّامي ، الواحد الأحد:
﴿ وَأَشْهَدُوا بِالْأَحَدِ ، رَّبُّ الْعَوَالِمِ جَمِيعًا ، مَلِكُ النُّور ، الْعَظِيمُ السَّامِي ، الَّذِي اِنبَعَثَ مِنْ ذَاتِهِ ﴾
وورد ايضاً في آيات كِتَابهم ان الله جل جلاله هو ملك النُّور الأحد ، الذي لا شيء أعظم منه ، وهو صاحب المُلك والسّلطان:
﴿ الْأَحَدُ هُوَ مَلَكُ النُّور ، ذُو الْمَلَكُوتِ ، وَلَا شَيْءٌ أَعْظَمُ مِنْه ﴾
وجاء ايضاً في آياتِ مُصْحَفهم في صُحُفِ نبي الله آدم عليه السّلام ، ان الله جل جلاله هو الإله الاحد ، الخالق والفاطر وهو الذي خلق سيدنا آدم عليه السّلام:
﴿ الْأَحَدُ الْخَلاَّقُ ، الْأَحَدُ الْفَاطِرُ ، الْأَحَدُ هُوَ الَّذِي جَبَلَنِي ﴾
وكذلك جاء في صُحُفِ آدم عليه السّلام ان الله هو اب جميع الخلق ، وهو الخالق الاحد وهو الذي خلق نبيه آدم عليه السّلام:
( الْأَبُ الْأَحَدُ الْخَلاَّقُ ، الْأَحَدُ الْفَاطِرُ ، الْأَحَدُ الَّذِي جَبَلَنِي ﴾
ويرتبط اسم الجلالة الله الحَيّ الْعَظِيم سبحانه في آياتِ كتب الصَّابِئَة الحُنَفَاء بصفات العظمة والكمال والتّنزيه عن النّقصِ ، والقوة والقدرة والعلو والكرم والجبروت والكبرياء والرّحمة والمحبة والعدل والسّلام ، منها:
الْوَاحِدُ الْأَحَد
الْوَاحِدُ الْعَظِيم
الْأَحَدُ الْعَظِيم
رَّبُّ الْعَوَالِمِ جَمِيعَاً
وسلطان كل شيء
اللهُ الرَّبُّ الَّذِي اِنْبَعَثَ مِنْ ذَاتِهِ
والحياة بكلمته صارت ، وبأمره تستمر ، وبمشيئته تزول وتقوم السّاعة بعد أن تكمل قدرها ؛ هو الله سبحانه الذي ليس كمثله شيء ، ومنزه الله جل جلاله غاية التّنزيه عن عوالمِ المادة والطّبيعة المرئيّة وغير المرئيّة ، ومنزه عن جميعِ الهيئات الجسمانيّة والاشكال الماديّة وغير الماديّة ، بحيث لا تناله الحواس ، ولا يفضي إليه مخلوق ، وهو الَّذي لا حَدَّ لِعَظَمَتِهِ
ولا يُرَىٰ ولا يُحَدّْ
وَهو الْمَعْبُود بِالْحَقِّ
ولاَ كُفُوًا لَهُ بِعَظَمَتِهِ،
ولَا شَرِيكَ لَهُ بِسُلْطَانِهِ
ولَا أبَ لَهُ ولَا وَلْد
وَلَا شَرِيكَ لَهُ فِي الْمُلْكِ
وَلَا شَبِيه له فِي كَيْنُونَتهِ ، وَلَا نَظِيرَ لَهُ ، وَلَا يُشَارِكهُ مِلْكَهُ أحَدْ :
وَالَّذي لَا كَيلْ لهُ وَلَا حَدَّ لِبَهائِهِ وَلَا قِيَاسْ لضيائِهْ ولَا مَدىٰ لِعَظَمَتِهِ
رب الخيرات التي لا تنضب ، ذو القوة الكبيرة التي ليس لها مثيل ، المتسلط على كلِ رغبة ، الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ ، لَا بدايَة لِوجودِه ولا نِهاية ؛
وَمَا كَانَ لأنهُ مَا كَانْ ، وَلاَ يَكُونُ لأنـَّهُ لَا يَكُونْ:
وموجود منذ الازل وباقٍ إلى الابدِ :
﴿ مَوْجُودٌ مُنْذُ الْقِدَم ، بَاقٍ إِلَىٰ الْأَبَدْ ﴾
ولا يُفنى ولا يَموت
﴿ خَالِدُ فَوْقَ كُلَّ الأَكْوَانْ ، لَا مَوْتَ يَدنو مِنْهُ وَلَا بُطْلاَنْ ﴾
وهو الْحَيُّ الْحَق بداية الوجود:
﴿ اللهُ هُوَ الْحَيُّ مُنْذُ الْأزَل ، وَالْحَقُّ بِدَايَةُ كُلَّ الْبِدَايَات ﴾ ،
وهو الاول قبل كل شيء:
﴿ الْأوَّلُ مُنْذُ الْأزَلْ ﴾
والعبادة في الشَّريعةِ الصَّابِئِيَّة لا تكون إلا للهِ ، والتّعظيم والسّجود والإتكال والتّضرع والدّعاء كلها له وحده لا سواه ، وهو الوحيد ذو الكمال المُطلق ،
حيث جاءَ في آياتِ صُحُف جِنْزَا رَبَّا الْمُقَدَّس في وجوبِ توحيده الهاً واحداً:
﴿ يَا أَصْفِيَائِي:ـ اللهَ وَحَّـدُوه ، وَالشَّرَّ لَا تُقَرِّبُوه ﴾
، وورد بآيات الْكِتَاب الصَّابِئِي الْمُقَدَّس بان الله الواحد الْعَظِيم هو المُعين وناصر المُؤمنين ومُنجيهم فلا غالب لهم ولا معين ولا وكيل إلا هو سُبحانه ، ومَنْ يتكل على غيرهِ مِن آلهةٍ باطلة وزائفةٍ فمصيره العَذاب الأليم:
﴿ مَنْ يتَّجِه لِلرَّبّْ .. فإنَّهُ يُنَجِّيه ؛ الرَّبُّ لَا يَنبُذهُ يَوْماً ، وَلَا يُخْزِيه ؛ أمَّا الْأَشْرَار .. أمَّا الْكُفّار .. أمَّا مَنْ أَقْصَوا أَنْفُسَهُمْ عَنْ نَبْعِ النُّور .. وَالتَّحَفُوا بِالدَّيْجُورِ .. النُّور كَاَنَ بيَّنًا لَهُمْ ، فَلمْ يُبْصِرُوه ؛ وَجَاءَهُمْ صَوْتٌ مِنْ الرَّبَّ فَلَمْ يَسْمَعُوه ، أُولَـٰئِكُمْ طَائِفَة الْأَشْرَار ، بِذَنْبِهمْ يُؤْخَذُون ، بِذَنْبِهِمْ فِي لُجَجِ الظَّلاَم يَغْرقُون ، سَتَكُونُ الظُّلْمَةُ مَأوَاهُمْ ، وَكُهُوفُ الظُّلْمَةِ مَثوَاهُمْ .. حَتىٰ يَوْمِ الدِّين ؛ الْحَمْدُ لَكْ .. يَا مَلكَ الْأنْوَار ، يَا مُنقِذًا عِبَادَكَ الصَّالِحِين .. مِنْ ظَلَمُوتِ النَّار ، وَغَالِبٌ أنْتَ يَا أَيُّهَا الْحَيّ الْعَلِيم، يَا ذَائِدَ الْأَبْرَار عَنْ جَمْرِهَا اللاَّهِب ، وَالْوَاحِدُ الْعَظِيم ، وَالْحَيُّ هُوَ الْغَالِب ﴾.
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
وجاء في آياتِ كِتَاب الصَّابِئَة ، مُصْحَف جِنْزَا رَبَّا الْمُبَارَك ، أن مَنْ عبد الله الخالق الواحد الاوحد ولم يشرك به وعمل صالحاً ولم يقترف الآثام فمصيره الجنة ، فردوس عالم الانوار:
﴿ رَبِّي شَاهِدِي .. هُوَ خَالِقِي ، وَهُوَ سَانِدِي ، لَمْ أفْعَلْ الشَّر أَنَا ، لَمْ أُقْتَلْ ، وَلَا اقتَرَفْتُ الزِّنَا ، يَدي لَمْ تَسْرِقْ ، وَبَابَ سَاحِرٍ لَمْ أطْرُقْ ، لَا رَأْسِي عَلَىٰ الشَّرَّ اتَّسَد ، وَلَا عَذَّبتُ نَفْسًا فِي جَسدٍ ، وَلَا شَهِدْتُ شَهادَةَ زُورٍ عَلَىٰ أَحَدٍ ، لَا غَيَرْتُ حُدُودًا ، وَلَا نَقَلْتُ أوْتَادًا وَلَا بُنودًا ، وَلَا عَيْنَي غَمَزتْ ، وَلَا فَمِي زُورًا تَكَلَّمْ .. لَا سَحَرَنِي سَاحِرٌ ، وَلَا مُنَجَّمَ ليّ نَجَّمْ ، لَمْ أَسْجُدْ لِرَبَّيْنِ اثْنَيْن ، وَلَمْ آكُلْ صَدَقَتَين اثنَتَين ، كُنْتُ لِلأَعْمَىٰ دَلِيلًا ، وَلَمْ أكُنْ بِالصَّدَقةِ بَخِيلًا ، مَا وَجَدْتُ جَائِعًا إلّا أشبَعْتُه ، وَلَا كَنَفَ أرْمَلَةٍ إلّا مَلأتُه ، وَلَا عُرْيَانَ إلّا كَسَوتُه ، وَلَا مَسبِيْتًا إلاّ حَرَّرْتُه ، وَإِلَىٰ وَطَنهِ أَعَدْتُه ، وبزُوَّادةٍ زَوَّدتُه ، كَمْ مِنْ مَرِيضٍ صَعِدتُ مَعَهُ عَلَىٰ السَّرِير ، وَكَمْ مُتوفَّي ذَهَبْتُ مَعَهُ إِلَىٰ مَقرَّهِ الْأَخِير ﴾ ،
وجاء في آياتِ كِتَاب الْكَنْز الْعَظِيم الْمُبَارَك في صَحائِفِ نبي الله آنوش عليه السّلام ، ان يُحذر المؤمنين من الشّركِ بِاللهِ ، لان الشّرك مِن اعظمِ المعاصي والذّنوب ، وان يحذرهم مِن ضلال الشّيطان واعماله الباطلة التي تغويهم:
﴿ يْا آنُوش قُلْ لِأصْفيَائِكَ فِي تِلْكَ الدَّار ، عَنْ الشَّرَّ الَّذِي يُزَيَّنُهُ لَهُمْ الشَّيْطَان ، وَعَنْ الشَّرَّ الَّذِي يتَوَعَّدُهُم بِهِ الشَّيْطَان ، قُلْ لَهُمْ إِنَّ الْكُرْهَ ، وَالْحَسَدَ ، وَالنَّمِيمَة مِنْ سمُومِ الأَشْرَار ، وَلَنْ تَصْعَدَ بِصَاحِبِهَا إِلَىٰ بَلَدِ الأَنْوَار ، أمَّا مَنْ يُشْـرَكُ بِاللهِ فَمَصَيرُهُ النَّار ﴾ ،
وجاء في تعاليم ومواعظ ووصايا ودروس نبي الله يحيى بن زكريا عليه اطيب واجمل السّلام في كِتَابِ سُنَّة النّبي يحيى عليه السّلام: بان الخزي والعار يلحق كل مَنْ لم يؤمن بِاللهِ ملك النُّور العظيم ، وكل مَنْ لا يعرف بان الله سبحانه هو الخالق الواحد الاحد الذي لا شريك له:
﴿ مَلْعُونٌ وَمَوْصُومٌ بِالْعَارِ ، كُلُّ مَنْ لاَ يَعْرِف ، وَكُلَّ مَنْ لاَ يَعْلَم ، إِنَّ رَبِّنَا هُوَ مَلِكُ النُّور الْعَظِيم ، مَلِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ، الْـوَاحِدُ الْأَحَـد ﴾.
وآيات صُحُف الأولين ، صُحُف انبياء الصَّابِئِينَ الْمَنْدَائِيِّين ، كِتَاب الصَّابِئِينَ الْمُقَدَّس : مُصْحَف جِنْزَا رَبَّا الْمُبَارَك
والذي يجمع كلام الله الخالق الاوحد ملك الانوار العلي ووصاياه وأول رسالاته لبني البشر ، تدعو لعبادة الله الخَالق العَظيم الواحد الاحد ، وتحرم وتنهي وتحذر الصَّابِئِينَ والمؤمنين به اشد التّحريم من الشّركِ او السّجود لغير الله الحي العظيم سبحانه او عبادة ما دونه من الأربابِ الزّائفة ، وأنهت آيات كِتَاب الصَّابِئِينَ من تأليهةِ الرّسل والانبياءِ والمَخلوقين ، وحرَّمت إتباع مَنْ يدعون لعبادةِ أهوائهم وما سواه من آلهة باطلة او الاشراك به ، فهو الواحد الاحد الذي لا اب له ولا ولد ولا شريك له ، وحرَّمت آيات كتابهم عبادة الملائكة والجن والشّياطين ، وحرَّمت عبادة الأصنام واْلأوثان والأنصاب والتّماثيل والصّور ، والمذابح والهياكل ، والنّار والكَواكب والنّجوم ، فكل هذه المعبودات خاطئة ، وكل معبود دون الله فهو باطل ، وتؤدي عبادة هذه المعبودات الزّائفة إلى هلاكِ عابديها في نارِ جهنم الحارقة ودياجي الظّلمات.
وجاء في آياتِ صُحُف كِتَاب الصَّابِئِينَ الْمُقَدَّس ان الله الحَيّ الْعَظِيم ينهي المحنفين والْمؤمنين من تأليهةِ الرّسل والنّبيّين ، وتحذيرهم من إتباعِ المخادعين مدّعي النّبوءات الزّائفة أولئك الذين يضللون النّاس ويدعونهم لعبادة ما دونه من اربابٍ ومعبودات مضللة ، فان دعواتهم ما هي إلا زيف وبهتان ، وضلال وبطلان:
﴿ لَا تَتَشَبَّهُوا بِأنْبِيَاءِ الزُّورِ ، وَلَا بِقُضَاةِ الْكَذِب .. أَنَّهُمْ إِلَىٰ ضَفَّةِ يَرْدِنَا لَا يَصْعَدُونَ ، وَلَيْسَ لَهُمْ مِنْ ثَبَاتٍ ، بِأَمْرِ الْحَيِّ الْمُقِيمِ فِي السَّمَاءِ الْقَاصِيَة ﴾ ،
وحذرت آيات صُحُف كِتَاب الصَّابِئَة مِن إتباعِ انبياء الدّجل والزّور الذين يدعون لعبادة غيره او ما سواه من بشر وحجر وغير ذلك ، او مَنْ يؤلهون انفسهم ، او مَنْ يُشركون به ، او مِمَنْ يحاولون فرض تلك العبادات المزيفة على المؤمنين بِالمكرِ والخداعِ تارةٍ ، او بِالعنفِ والقوةِ وحدةِ السّيف تارةٍ اخرى ، او مِمَنْ يُلبسون الحق بِالباطلِ ويحرفون الكلم عَن مواضعهِ ويبدلونهِ حسب أهوائهم ويزعمون انه مِن عندِ الله ، حيث جاء في مُصْحَفِ الصَّابِئِينَ:
﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَسْجُدُونَ لِأَدُونَاي ، وَيُحَرِّفُونَ النِّدَاءَ الْأَوَّل قَدْ أَلَّفُوا لَهُمْ كِتَابًا ، لَا تَكُونُوا مِنْهُمْ ، وَلَا تَخْتَتِنُوا ، وَلَا تَسْلُكُوا طَرِيقَ الَّذِينَ عَلَىٰ كَلاَمِهِمْ لَا يَثْبُتُونْ ، فَمِنْ هَـٰؤُلَاءِ سَيْلٌ مُنْسَرِب ، وَأَنْبِيَاءُ كَذِب ، يَنْزَعُونَ الْحِكْمَة مِنْ قُلُوبِهِمْ ، وَيتَألهَّون فِي شُعُوبِهِمْ ، فيَكْتُبُونَ كِتَابَ الزَّيْف ، وَيَنْشُرُونَ الْفِتْنَةَ وَالْحَيْف ، أَنَا الرَّسُولُ الطَّاهِرُ .. أَقُولُ لِجَمِيعِ النَّاصُورَائِيِّينَ: ميَّزُوا كَلِماتِ هَـٰؤُلَاء ، إِنَّ بَعْضُهُمْ يُكَذبُ بَعْضَا ، النَّبيُّ يُكذَّبُ النَّبيّ ، والْمَلِكُ يَطْعَنُ الْمَلِك ، يَتَزَلَّفُونَ إِلَىٰ الْبَشَرِ ، ويُغرُّونَهُمْ بِالْفِضَّةِ وَالذَّهَبِ ، بِالْغِنَاءِ وَالطَّرَبِ ، وَنُصُبِ الطِّينِ وَالْخَشَب ، فَيُوقِعونَهُمْ فِي الْعَطَبِ ، أَوْ يلجَأُونَ إِلَىٰ السَّيْفِ ، وَيَنْشُرُونَ الظُّلْمَ وَالْحَيْف ، أَوْ بالْمَلَقِ وَالْخِدَاعِ وَالزَّيْف ، يَجْعَلُونَ أَبْنَاءَ آدَمَ يَنْحَرِفُونَ ، وَيَضَعُونَ إسْمَ اللهِ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَهُمْ كَاذِبُونَ ، يَقُولُونَ هَـٰذَا كَلاَمُ الله وَهُمْ فِي كَلاَمِ الله يَدُسُّونَ ، أَنَا الرَّسُولُ الطَّاهِرُ أقُولُ لَكُمْ: لَا تَسْمَعُوا نِدَاءَ أَنْبِيَاءَ الْكَذِب ، أَنَّهُمْ يَتَشبَّهُونَ بِالْأثُرِيِّينَ الثَّلاَثَة الَّذِينَ هَبَطُوا إِلَىٰ الْعَالَمِ ، وَلَـٰكِنَّ أضْويَتَّهُمْ ليَستْ كَأضْويَتِهِمْ ، وَأَرْدِيَتِهِمْ لَيْسَتْ كَأرْديَتِهِمْ ، أُولَـٰئِكَ أرْديَتَهُمْ مِنْ نُورِ ، وَهَـٰؤُلَاءِ أكْسِيتَهُمْ مِنْ نَارِ ﴾ ،
وكذلك قد حذرت آيات صُحُف كِتَاب الْكَنْز الْعَظِيم الْمُقَدَّس المؤمنين مِن الدّعواتِ الزّائفة لمدعي النّبوءات واتباعهم الذين يفترون على اللهِ وانبياءهِ كذباً ويسيئون الاحكام والافعال ، و يؤذون المؤمنين والمؤمنات ، ويقاتلونهم ويضطهدوهم ويشردونهم ويخرجوهم من ديارِهم ، أن الله سيحاسبهم على ما أقترفت أيديهم من آثامٍ:
﴿ يَا أصْفيَاءَ الصِّدْقِ الْمُعَظَّمِينَ ، إحْفَظُوا أنْفُسَكُمْ مِنْ الرَّاجِفَة ، وَمِنْ الذِّئَابِ الْخَاطِفة ، وَمِنْ أيَّمَا دَعْوةٍ زَائِفَة ، لَا تَقْتَدُوا بِأَبْنَاءِ الْإِثْم اللُّؤَمَاء ، الْمُلَطَّخةِ أَيْدِيهِمْ بِالْدِّمَاءِ ، إِنَّهُمْ بِالْحَيِّ يَكْفُرُونَ ، وَعَلَىٰ عُرُوشَ الْعِصْيَانِ يَجْلِسُونَ ، يَظْلِمُونَ وَيَضْطَهِدُونَ ، إِنَّهُمْ بآثَامِهِمْ مَأْخُوذَونَ ﴾.
ويؤمن الصَّابِئُونَ بان الله سبحانه خلق الملائكة مِن النّورِ ، وهي لا تعمل عملاً إلا بإذنه وإرادته ، فإنها خلقت لخدمتهِ وطاعتهِ وعبادتهِ ، وانها تسبح له وتسجد لجلالتهِ العظيمة وتعبده حق العبادة ، حيث جاء في صُحُفِ مُصْحَف الصَّابِئَة الحُنَفَاء الْمُبَارَك في صُحُفِ سيدنا آدم عليه السّلام:
﴿ أَمَامَهُ الْمَلاَئِكَة مَاثِلُونْ ، بِأضْوَيتِهِمْ يَتألَّقونْ . سَاجِدِينَ خَاشِعِينْ . شَاكِرِينَ مُسبِّحِينْ ،..، قَالَ لِلْمَلاَئِكَةِ كُونِي فَكَانَتْ ، بِقَوْلِهِ مَلاَئِكَة النُّورِ كَانَتْ ، وَمِنْ ضِيَائِهِ النَّقيَّ انْبَثَقَ مَلاَئِكَةُ التَّسْبِيح الَّذِينَ لَا حَدَّ لَهُمْ ، وَلَا عَدَّ ، وَلَا بُطْلاَنْ ، مِنْ نُورِهِ الْعَظِيمِ اِنَبَثَقوا مُمْتَلِئِينَ بِالتَّسْبِيحِ ، مُتقَنٌ ضِيَاؤه ، بَهِيٌ نُورُه ، مُتْقَنٌ وبَهيٌ مَقَامُهُمْ فِيهِ ، نُورٌ لَا بُطْلاَنَ فِيهِ ، وَخُشُوعٌ لَا عِصْيَانَ فِيهِ ، وَبَرٌّ لَا شِقَاقَ فِيهِ ، وَإيمَانٌ لَا خِدَاعَ فِيهِ ، وَصِدْقٌ لَا كَذِبَ فِيهِ ، هُوَ الْخَيِّرُ الَّذِي لَا شَرَّ فِيهِ ، وَهُمْ فِيهِ مُقِيمُونَ ، لِلحَيِّ مُسَبِّحُونْ ، مَلاَئِكَةُ الضِّيَاءِ تُسَبِّحُ لِمَلِكِ النُّور بِالضِّيَاءِ الَّذِي وَهَبَهُ إِيَّاهُمْ ، مَلاَئِكَةُ الضِّيَاءِ تُسَبِّحُ لِمَلِكِ النُّور بِثِيَابِ الضِّيَاءِ الَّتِي وَهَبَها إيَّاهُمْ ، مَلاَئِكَةُ الضِّيَاءِ تُسَبِّحُ لِمَلِكِ النُّور بِأَرْدِيَةِ النُّور الَّتِي وهَبَها إيَّاهُمْ ، مَلاَئِكَةُ الضِّيَاءِ تُسَبِّحُ لِمَلِكِ النُّور بِأحْزِمَةِ الضِّيَاءِ الَّتِي وَهبَها إيَّاهُمْ ، مَلاَئِكَةُ الضِّيَاءِ تُسَبِّحُ لِمَلِكِ النُّور بِأَكَالِيل الضِّيَاءِ الَّتِي وَهَبَهَا إيَّاهُمْ ، وَضَفَرهَا لهُمْ ، مَلاَئِكَةُ الضَّيَاءِ تُسَبِّحُ لِمَلكِ النَّور بِالْقوَّةِ وَالثَّبَاتِ اللَّذَينِ وهَبَهُما إيَّاهُمْ ، مَلاَئِكَةُ الضِّيَاءِ تُسَبِّحُ لِمَلِكِ النُّور بِالصَّدْقِ وَالْوَفَاءِ وَالْإِيمَانِ الَّتِي وهَبَها إيَّاهُمْ ،..، جَمِيعُهُمْ خَاشِعُونْ ، للهِ يُسَبِّحُونْ ، اللهُ مَلِكُ النُّورِ السَّامِي ، مَلِكُ الْمَلاَئِكَةِ وَالْأُثِريِّينَ ، مُسبَّحٌ اِسْمُهُ إِلَىٰ أَبَدِ الْآبِدِينَ ، وَالْأثُرِيُّون وَالْمَلاَئِكَةُ وَالرُّسُلُ وَالسِّيمَاءُ وَالْأمْثَالُ وَالْغُيُوم السَّارِيَةَ ، وَالْمِيَاهُ الْجَارِيَة ، وَالْأَشْجَارُ الْعَالِيَة ، وَالضِّيَاءُ الَّذِي هِيَ بِهِ حَالِيَةْ .. كُلُّهُ مِنْ عِنْدِ اللهِ ، مَلِكِ النُّورِ السَّامِي ﴾
(( يتبع في الجزء السادس ))
0 comments :
إرسال تعليق