آخر ماتم نشره

السبت، 11 ديسمبر 2021

الصابئة المندائيون وكتاب الكنز العظيم جنزاربا ((الجزء الثاني ))

الصابئة المندائيون وكتاب الكنز العظيم جنزاربا.

((الجزء2))


وبينت آيات مُصْحَف الْكَنْز الْعَظِيم الْمُبَارَك ( گِنْزَا رَبَّا : جِنْزَا رَبَّا ) ان الحياة نشأت بأمرِ الله الحَيّ المُحيي سبحانه وبدأت في المِياهِ الجَاريّة والمُتدفقة في مياهِ الأنهار والينابيع العَذِبة المَعروفة بِاللغةِ الْمَنْدَائِيَّةِ بـ: ( يَرْدِنَا ) ، وبينت نصوص وآيات هذا الْكِتَاب الْمُقَدَّس ان المَاء هو اساس الحَياة وعنصر استمرارها وديمومتها ، ولِلماءِ ( مَاي : مَاء ) دورٌ مهم في جميعِ فروض الصَّابِئِينَ وطقوسهم وشعائرهم الدّينيّة ، ويسمى المَاء الجَاري في النِّصُوصِ الْمَنْدَائِيَّة بـ: ( مَيَّا إِدْ هَيِّي ) أي: ( مِيَاهُ الْحَيَاةِ )  ( مِيَاه الْحَيّ )، لان خَالق المَاء هو الله الحَيّ العَظيم سُبحانه ،  ( الْمِيَاه الْحَيَّة ) وتَصِف آيات مُصْحَف الصَّابِئَة المَاء كهِبة إلهيّة وعَطية ربّانيّة ونِعمة من نِعمِ الله الحَيّ الأزلي الكَثيرة ، وجاءَ في آياتِ مُصْحَف الصَّابِئِينَ جِنْزَا رَبَّا الْمُبَارَك ان المَاء هو اول ما خلق بعدما صُلبت الارض وتكورت:  


﴿ هُوَ أوَّلُ مَا خَلَق ، مِنْ مَكَانِهِ اِنْبَثَق ، وَمِنْهُ سُحِبَ وَفِي الْيَرْدِنِي تَدَفَّق ، مُنْذُ السَّمَاء انْكَشَفَتْ ، وَالْأَرْضُ تَكَثَّفَتْ ، مُنْذُ النَّفْس الرُّوحِيَّة "نِشِمَاثَا" كُوِّنَتْ ، مَوْجَةٌ مِنْ الْمَاءِ الْحَيِّ "مَيَّا إِدْ هَيِّي" نُودِيَتْ ،..، مِنْ بيْتِ هَيِّي "الْحَيّ ، الْحَيَاة" جِيءَ بِالْمَاءِ الْحَيّ ، دَفْقَةٌ مِنْ الْمَاءِ الْحَيّ ، جِيءَ بِهَا مِنْ بَيْتِ الْحَيّ ، وَأُلْقيَتْ فِي الْعَالَم ﴾ ،


وجاءَ في آياتِ كِتَاب الصَّابِئَة الْمُقَدَّس ، ان الحَياة بدأت بعدما أنصهر الثَّلج ، فتكونت مِياه الأنهار والينابيع العَذبة  التي بها بدأت الحَياة:


ـ ﴿ فَسَخَنَ الثَّلْجُ وَذَابَ ، اتَّقَدَ الثَّلْجُ فَصَارَتْ الْيَنَابِيعُ وَاِئْتَلفَتْ ، وَإِلَىٰ الْحَيَاةِ ازْدَلَفَتْ .. فَثَبَّتَتَ الْحَيَاةُ ذَاتَهَا دَاخِلَ يَنَابِيع الْمِيَاهِ ، مَعَ الْمَاءِ تَدَفَّقَت الْحَيَاة ، الْحَيَاةُ مَع المَيَاهِ تَدَفَّقتْ ، مِنْهَا اِنْبَثَقتْ ، وَفِيهَا أَشْرَقَتْ ، فَأَقَامَ فِي أضْوَيَتِهَا اِسْمُ التَّعْليمِ الْحَيِّ الَّذِي بِهِ تَسَرْبَلَتْ ، وَفِيهِ ثُبِّتَتْ ﴾ ، 


وجاءَ أيضا في الكتاب المقدس كنزاربا أو الكنز العظيم

جنزاربا :

ان الأرض التي نعيش عليها لم تكنْ صلبة قبل ان تبدأ عليها الحَياة ، بل سائل ولا يزال باطنها سَائلاً ، وكُثِفت وصُلِبت بِأمرِ الله جل وعلا:

ـ ﴿ وَأمَّا الْأرْضُ الَّتِي سَمَّاهَا بَنُو الْبَشَرِ أرْضًا فَمَا هِيَ بِأَرْض .. إِنْ هِيَ إِلاَّ مِيَاه ، كُثِّفَتْ بِأمْرِ الله ، وَبَقَىٰ مِنْهَا سَيلٌ مُدَّخَر يُهَيءُّ سُبُلًا لِبَنِي الْبَشَر ﴾ ،


وجاءَ في آياتِ الْمُصْحَف الصّابئي الْمُقَدَّس التي تتحدث عن الخَلقِ والتّكوينِ وبدايةِ الحَياةِ ان مياه الأنهار والينابيع العَذِبة  والْمِياه الْحَيَّة ( مَيَّا إِدْ هَيِّي ) كانت مِن الوهجِ العَظِيم  وفي المِياهِ بدأت الحَياة بأمرِ الله جل جلاله: 

-معنى كلمة  ( يَرْدِنَا )  الْمِيَاه الْحَيَّة :

 ﴿ مِنْ يَرْدِنَا الْعَظِيم ، صَارَتْ يَرْدِنِي لَيْسَ لَهَا عَدَدٌ ، وَلَا حُدُود ، الثَّمَرُ دَاخِلَ الثَّمَر ، وَالْأَثْيرُ دَاخِلَ الْأَثْير ، وَيَرْدِنَا الْعَظِيمُ صَار مِنْ يُورَا الْعَظِيم ، مِنْ يُورَا الْعَظِيمِ الْمُنْتَشِرةِ أضْوَاؤُهُ ، صَارَ يَرْدِنَا وَالْمَاءِ الْحَيِّ الَّذِي مِنه بَدَأتْ الْحَيَّاة ، مِنْ يَرْدِنَا الْعَظِيم بَدَأتْ الْحَيَّاة ،..، مِنْ الْحَيِّ كَانَ يَرْدِنَا ، يَرْدِنَا مِنْ الْحَيِّ كَان ،..، هَـٰذَا يَرْدِنَا ، هَـٰذَا الْمَاءُ الْحَيّ ،..، أنْتُمْ ، وَالْمَاءُ الْحَيّ ، صِرْتُمْ بِقُدْرَةِ الْحَيِّ الْعَظِيم ،..، قَبْلَ الْأَكْوَانِ جَمِيعًا صَارَ الثَّمَرُ الْعَظِيم ، بَأمْرِ مَلَكِ النُّور الْعَظِيم ذِي الْوَقَار حَلَّ الثَّمَرُ الْعَظِيمُ دَاخِلَ الثَّمَرِ الْعَظِيم ، وَبِأمْرِهِ سُبْحَانِهُ ، كَانَ أثْيرُ الضِّيَاءِ الْعَظِيم ، ومِنْ آيَر زِيُوا ، أَثْيرِ الضِّيَاء الْعَظِيم ، كَانَتْ الْحَرَارَةُ الْحَيَّة ، ومِنْ الْحَرَارَةِ الْحَيَّة كَانَ النُّور ، بِقُدْرَةِ مَلِكِ النُّور السَّامِي صَارَتْ الْحَيَّاة ، وَصَارَ الثَّمَرُ الْعَظِيم ، وَصَارَ فِيه يَرْدِنَا ، وَإذْ صَارَ يَرْدِنَا الْعَظِيم ، صَارَ الْمَاءُ الْحَيّ ، الْمَاءُ الْمُتَأَلِّقُ الْبَهِيج ، وَمِنْ الْمِيَاهِ الْحَيَّةِ نَحْنُ الْحَيَّاةَ صِرْنَا ، ثُمَّ صَارَ الْأُثْرِيُّون ﴾.


إيمان الصابئة المندائيون بالله عز وجل

ويؤمن الصَّابِئَة بأن كل شيء في الوجودِ وفي هذا الكَون مَملوكاً للهِ الْحَيّ الْقيُوم سبحانه ، خاضعاً لِسلطانهِ وربوبيتهِ ، مذعناً لِمشيئتهِ وإرادتهِ ، ذليلاً لِعزتهِ ، مقهوراً تحت جبروته وقوته الكبيرة المُنتشرة في كلِ مكان وتحت بَأْس قدرته العظيمة التي ليس كمثلها شيء ، صَاغراً لقضائهِ ، ومتسعاً لحكمهِ العادل وعظيم شموليّة حكمته البالغة ، وكبير رحمته الواسعة التي وسعت لتغمر كل شيء ؛ ومنقاداً بشكلٍ مُطلق لِتصرفهِ وكل ما قدره في علاه ، فله كل ما في السّماواتِ والأرضين ، وسبحانه الذي لا يقضي حكم او قضاء إلا بكمالِ حكمته وعدالته ، وكمال علمه ومعرفيته ، وكمال حقه وقيوميته ؛ وحثت آياتِ صُحُف الْكِتَاب الصَّابئي الْمُقَدَّس جِنْزَا رَبَّا ( گِنْزَارَبَّا ) الصَّابِئِينَ الْأحنَاف على وجوبِ الرِضا بِقضاءِ الله سبحانه ومشيئتهِ واختيارهِ ، وعلى وجوبِ التّسليم لِأمرهِ سبحانه ، والخضوع لِحكمهِ ، والأذعان لِإرادتهِ ، والرّضاء بِقدرهِ ، والتّوبة والإنابة إليه سبحانه:


 ﴿ يَا أَصْفِيَائِي ، لَا تَعْتَرِضُوا عَلَىٰ أمْرِ رَبُّكمْ ، وَكُونُوا صَالِحِينَ ، وَادِعينَ مُتَواضِعِينَ ، وَلْتَكُنْ فِيكُمْ التَّوْبَةِ ، وتَحَلَّوا بِالْحَنَّانِ وَالتَّسَامُحِ وَالرَّحْمَةِ إنَّها مِنْ طَبِيعَةِ النُّور ﴾ ؛

الصابئة المندائيون كتاب جنزاربا الكنز العظيم


سبحانه الحَق العَظِيم ، الدّيان الْمُدين ، الرّحمن الرّحوم الرّحيم ؛ كما وجاء في آياتِ مُصْحَف الصَّابِئَة الْمُقَدَّس أن الحُنَفَاء المُؤمنين بِاللهِ هم مَنْ يصبروا في ايمانِهم على البلاءِ ويحتملوا كرب الحَياة الدّنيا وشدتها ومتاعبها ، ويفوضوا أمرهم إلى اللهِ جل جلاله ، دون اعتراض او غضب او سخط على مشيئةِ رب العالمين:

ـ ﴿ لَا تَنْظُرُوا إِلَىٰ مَا لَيْسَ لَكُمْ ، لَا تَشْتَهوهُ وَلَا تَبتَغُوه ، وَلَا تَعْتَرِضُوا عَلَىٰ مَا وَهَبَكَمْ رَبَّكُمْ خَاطِئِين ، إنَّ كُلَّ نِعْمةٍ وُهِبَتْ بِمَشِيئَةِ رَبَّ الْعَالَمِينْ ؛ إِنْ أَصَابَكُمْ سُوْءٌ فَاصْبِرُوا ، وَاثبُتُوا فِي إِيمَانِكُمْ ، لَا تَلْوُوا أَلْسِنَتَكُمْ ، وَلَا تَثْنُوا رُكَبَكُمْ ، وَلَا تَحْنُوا رُؤُوسَكُمْ ؛ وَلَا تَسْجُدُوا لِلشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ﴾


، وورد في آياتِ مُصْحَف الْكَنْز الْعَظِيم ان الله سبحانه يأمر المؤمنين على الثّباتِ في الايمانِ به والاعتصام به وطاعته وشكره وتقواه ، والتّوكل عليه بعضاً لبعض متكاتفين وعلى ايمانِهم صابرين عند المصائب والشّدائد والمحن:ـ

\ ﴿ كُونُوا أَقْوِيَاءَ ثَابِتَيْن ، فَإِنْ اُضْطُهِدتُم فَاحْتَمِلُوا الْاِضْطِهَادَ إِلَىٰ أَنْ تُقَضُّوا آجَالَكمْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ مُسَانِدِينَ ، وَلَا تَغْضَبُوا وَلَا تَهتاجُوا ، إنَّ الْغَضَبَ وَالْهِيَاجَ مَمْلُوءَانِ بِوَسوَسةِ الشَّيْطَانِ ، فَأطْفِئُوا نَارَ غَضَبِكمْ بِالْأَيْمَانِ ﴾ .


وجاء في آياتِ مُصْحَفهم ان يتوكلوا على اللهِ ويعبدونه ، ويُسبحوا بِحمدهِ بُكرة وعَشيا ، ويسألونه حوائجهم ، ويستعينوا به فهو السّميع المجيب:

ـ ﴿ مَنْ يَتَّكلْ عَليْهِ فَلَنْ يَخِيبْ ، وَمَنْ يُسَبَّحْ بِاسْمِهِ فَلَنْ يَسْتَرِيبْ ، وَمَنْ يَسْألْهُ فَهُوَ السَّمِيعُ الْمُجِيبْ ﴾.


 وكذلك جاء في الْمُصْحَفِ الْمُبَارَك ان المُؤمنين ليس لهم وكيل غير ربهم الله سبحانه الذي عليه يتوكلون ، ينجيهم ويسمع ما في صدورِهم ويستجيب لدعواهِم:ـ ﴿ مَنْ يتَّجِه للرَّبّْ .. فإنَّهُ يُنَجِّيه ، الرَّبُّ لَا يَنبُذهُ يَوْمًا ، وَلَا يُخْزِيه ﴾.


وجاء في آياتِ صُحُف كِتَاب الصَّابِئِينَ الْمُقَدَّس بان جهادهم وسلاحهم هو الايمان بِاللهِ وطاعتهِ والدّعاءِ إليه ، والتّسلحِ بكلماتهِ والعمل بتعاليمهِ والصَّبر والتّوكل عليه ، والحِكمة والمَعْرِفَةِ الحَقَّة ( نَاصِرُوثَا ) والموعظة الحسنة:

 ﴿ أَيُّهَا الصَّادِقُونَ ، لَا تَقُولُوا مَا لَا تَعْرِفُونَ ، وَلَا تَدَّعُوا الْوَحَي فَلَا يُوحِي إِلَّا الْعَليُّ الْعَظِيم ، سَلِّحُوا نُفُوسَكُمْ بِأمْضَىٰ مِنْ الْحَدِيدِ: سِلاَح نَاصِرُوثَا ، وَكَلِماتِ رَبَّكُمْ الصَّادِقَة ﴾ .


وبشر الله المُجاهدين في سبيلهِ والصّابرين مِن الصَّابِئِينَ المُحنفين والمُؤمنين الذين آمنوا به وأطاعوه واعتصموا بحبلهِ بخيرٍ عظيم ، ووعدهم بِخيراتِ جنة النَّعيم ، ارض النُّور الوضَّاءة ( أرْضُ آيِر ) ، ووعدهم بانهِ سيرزقهم الطّيبات مِن نهرِها العظيم ، وبشر مُضطهديهم والمُسيئين لهم بعِذابٍ أليم:

 ﴿ وَأَنْتُمْ يَا مَنْ اُضْطُهِدتُم فِي الدُّنْيَا وَأَنْتُمْ صَامِتونَ سَأُلْبِسُكُمْ نُورًا ، وَأُلْبِسُ مُضْطَهِدِيكمْ الْخِزْيِ وَالْهَوَانَ ، فَأَيْنَ يَذْهَبُونَ ؛ يَا مَنْ قُلتُمْ الْحَيُّ مَلْجَؤنا ، وَهُوَ مُتَّكَؤنا ، عَلَيْه أتكَلْنا ، وَإِلَيْهِ أوكَلْنا ، فَكَساكُمْ بأنْوَار شَرْيانِ أرْضِ آيِر الْعَظِيم ﴾.


                     يتبع في الجزء الثالث.

اعلان 1
اعلان 2

4 comments :

  1. شكرا لجهودكم في نشر العلم والمعرفة ...لكن هل يمكنكم توفير كتب الكترونية تخص المواضيع المنشورة وشكرا

    ردحذف
    الردود
    1. 💐💐💐💐💐💐
      شكرا لمرورك العطر سأضع لك رابط الموقع بإمكانك تحميل كتاب الصابئة المندائيون ويمكنك تصفح الكتاب من خلال الموقع أيضا , الكتاب جزأين أيمن وأيسر

      حذف
    2. هذا الرابط لتحميل الكتاب
      http://mandaeannetwork.com/mandaean/download/Ginza_Rba_Sabian_Mandaean_Holy_Book_Windows.exe

      حذف
    3. وهذا رابط الموقع الخاص بالصابئة المندائيون
      https://www.mandaeannetwork.com/mandaean/ar/books/mandaeannetwork_mandaeans_holy_book_ginza_rba.html

      حذف

عربي باي