آخر ماتم نشره

الثلاثاء، 14 ديسمبر 2021

الصابئة المندائيون والكتاب المقدس جنزاربا - الكنز العظيم (( الجزء السادس ))

الصابئة المندائية وكتاب الكنز العظيم جنزاربا

(( الجزء السادس )) 

***

أولا : النهي عن الشرك بالله عز وجل

أنهت وحذرت نصوص صُحُف كِتَاب الصَّابِئَة الْمُقَدَّس المُؤمنين وحذرتهم مِن عِبَادةِ الشّيطان والاصنامِ والاوثان ، والتّماثيلِ والانصابِ وما شَابهها من حِجارةٍ وطينٍ وخشبٍ وغيرها من مظاهرِ الشّرك والوَثنيّة ، حيث جاء في آياتِ صَحائِف مُصْحَف جِنْزا رَبَّا الْمُبَارَك: 

﴿ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّيْطَانِ ، وَلَا تَعْبُدُوا الْأَصْنَامَ وَالْأَوْثَان ، مَنْ يَسجُدْ لِلشَّيْطَانِ فمَصِيرُهُ النَّارْ ، بِئْسَ الْمُنْتَهَىٰ ، وَبِئْسَ الْقَرَارْ ، خَالِدًا فِيهَا إِلَىٰ يَوْمِ الدِّين .. سَاعَةِ خَلاَصِ الْعَالمِ .. سَاعَةَ يُحَاسِبُ الَّديَّانْ ، نَفْس كُلَّ إنْسَانْ ﴾ 

وتكرر النّهي بآية اخرى: 

﴿ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّيْطَانِ ، وَلَا لِأَصْنَامَ هَـٰذَا الْعَالمِ الزَّائِف ﴾ 

وجاء في آيةٍ أخرى من الكِتَابِ الْمُقَدَّس أمر الله الْحَيّ الْقَيوم سبحانه لِلمؤمنين لِيمسكوا ركبهم من السّجود لِغيره من اصنامِ وشيطان وغيرها: 

﴿ أَمْسِكُوا رُكَبَكُمْ عَنْ السَّجُودِ لِلشَّيْطَانِ وَلِأَصْنَامِ الزَّيف ﴾ 

وحذر الله سبحانه الصَّابِئِينَ من غِوايةِ الشّيطان وضلالته التي تَحرفُ قلوب المُؤمنين:

﴿ لَا تَزْنُوا ، وَلَا تَفسِقُوا ، وَلَا تَمِلْ قُلُوبُكُمْ إِلَىٰ غَوَايَةِ الشَّيْطَان ، إِنَّ غَوَايَةَ الشَّيْطَان ضَلاَلٌ مُبِين ﴾ 

وجاء في آياتِ صُحُف مُصْحَف الصَّابِئَة الْمُبَارَك أمر الله لِلصَّابِئِينَ الْحُنَفَاء أن يؤمنوا به ويعملوا الصَّالحات من صدقةٍ وإحسانٍ ونهاهم من القيامِ باعمالِ الشّيطان المُنكرة:

﴿ اِنْظُرُوا بِأعيُنِكم ، وَانْطِقُوا بِأَفْوَاهِكُمْ ، وَاسْمَعُوا بِآذَانِكُمْ ، وَآمِنُوا بِقُلُوبِكُمْ ، وَاعْمَلُوا بِأَيْدِيكُمْ صَدَقَةً وإِحْسَانَ  ، إعْمَلُوا بِمَشِيئَةِ رَبَّكم ، وَلَا تَعْمَلُوا بِمَشِيئَةِ الشَّيْطَان ﴾ 

وبينت آيات مُصْحَف الصَّابِئَة الْمُقَدَّس بان مصير مَنْ عبدوا الشّيطان والأصنام والأوثان النّار الحارقة:

﴿ أمّا عَبَدةُ الشَّيْطَان .. أمَّا عَبَدةُ الْأَصْنَامِ وَالْأَوْثَان ، فَإِلَىٰ النَّارِ الْمَوْقِدَةِ يَذْهَبُونَ ﴾  

وحذر النّبي يحيى عليه السلام المؤمنين من السّجودِ للشيطانِ والاصنامِ والاوثانِ ، حيث جاء في كِتَابِ سُنَّة النّبي يحيى بن زكريا عليه السّلام ودروسه وتعاليمه ومواعظه ووصاياه 

﴿ أَبْنَائِي ، اِحْذَرُوا ، لَا تَسْجُدُوا لِلشَّيْطَانِ ، وَالْأَصْنَامِ ، وَالتَّمَاثِيلِ فِي هَـٰذَا الْعَالَمِ ، مُذْنِبٌ مَنْ يَفْعَل ذلِكَ ، وَلَنْ يَصِلَ إِلَىٰ دَارِ الْكَمَال ﴾  

وجاء في آياتِ كِتَاب الصَّابِئَة الْمُقَدَّس بأن الذين يقتلون بني البَشر والذين يرهبون العَالمين ، ويسرقون ويتحايلون ، ويختطفون النّساء ، ويزنون ويفسقون ، ولا يأمرون بِالْمَعروفِ ولا ينهون عن المنكرِ ، هؤلاء طائفة الشّيطان ، لا شفاعة لهم ولا غفران يوم الحِساب ، ومصيرهم الظّلمات والنّار الحارقة:

﴿ إِنِّي أُعلَّمُ بَاهِري الصِّدْقِ ، أنَّ هَـٰذِهِ النُّفُوسَ الْقَاتِلةَ قَتْلا ، السَّافِكَةَ دَمَ بنِ آدَمَ عَلَىٰ الْأَرْضِ سَفْكا ، وَالسَّابِيَةَ سَبْيا ، هَـٰؤُلَاءِ الَّذِينَ يَبِيعُونَ مَا لَمْ يَشْتَرُوا لَا بِذَهَبِهِمْ ، وَلَا بِفِضَّتِهِمْ ، وَيُقايِضُونَ مَا لَمْ يَقْتَنُوا لَا بِمَالِهِمْ ولَا بِتِجَارَتِهِمْ ، هَـٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَرْهَبُوا ، وَنَهَبُوا ، وَبُيُوتَ النَّاسَ سَلَبُوا ، جَعَلُوا الْأَحْرَارَ عَبِيدًا ، وَالْحَرائِرَ إمَاءً ، وَالرَّجَالَ زُنَاةً ، وَالنِّسَاءَ زَانِيات ، يَأْمُرُونَ الْأَمْرَ وَلَا يَفْعَلُونَ الْخَيْر ، وَيَنْفَعُونَ أَنْفُسَهُمْ وَلَا يَنْفَعُونَ الْغَيْر ، يَنْصُرُونَ الْابْنَ عَلَىٰ أَبِيهِ ، ثُمَّ يَسْلُبُونَ مِنْ بَيْتِهِ كُلَّ مَا فِيهِ ، إنَّ هَـٰؤُلَاءِ اتِّبَاعُ الشَّيْطَان ، مَصِيرُهُمْ الظُّلْمَة وَالنِّيرَانَ ، لَا شَفَاعَةَ لَهُمْ وَلَا غُفْرَان ﴾.


وجاء في آياتِ صُحُف كِتَاب الصَّابِئَة الْمُقَدَّس ما يبين لِلمُؤمنين بان كل مَنْ لم يعبدوا الله الْحَيّ الْعَظيم ملك الانوار 

العلي ، او اتخذوا يعبدون ما دونه مِن ارباب وآلهة بَاطلة او اشركوا به فمَصيرهم النّار:

﴿ يْا آنُوش قُلْ لِأصْفيَائِكَ فِي تِلْكَ الدَّار ، عَنْ الشَّرِّ الَّذِي يُزَيَّنُهُ لَهُمْ الشَّيْطَان ، وَعَنْ الشَّرِّ الَّذِي يتَوَعَّدُهُمْ بِهِ الشَّيْطَان ، قُلْ لَهُمْ إنَّ الْكُرْهَ ، وَالْحَسَدَ ، وَالنَّمِيمَة مِنْ سُمُومِ الْأَشْرَار ، وَلَنْ تَصَعَّدَ بِصَاحِبِهَا إِلَىٰ بَلَدِ الْأَنْوَار ، أمَّا مَنْ يُشْرَكُ بِاللهِ فَمَصَيرُهُ النَّار ﴾ 

وجاء في الْمُصْحَفِ الْمُبَارَك ان الكفار والمشركين ضالين عن الحق وبعيدين عن الصواب: 

﴿ ثمَّ وَصَلْتُ دَارَةَ الْكُفَّارْ ؛ الْمُشْرِكِينَ ثَانِيًا ، وَثَالِثًا بِمَلِكِ الْأنْوَارْ ؛ وَعَابِدِي الْأَخْشَابِ وَالْأَحْجَارِ ، سَأَلْتَ: مَاذَا يُشْبِهُونَ؟ سَمِعْتُ صَوْتًا قَالْ: كغَنَمٍ يَقُودُهَا مُضَلَّلٌ مُحْتَالْ ، يُوقِفُهَا عَلَىٰ ضِفَافٍ عَالِيَة ، الْمَاءُ يَجْرِي تَحْتَهَا .. تَرَاهُ بِالْعُيُونِ ، لَـٰكِنَّهُ أبْعَدُ مَا يَكُونْ ، فَهِيَ عِطَاشٌ أبَدًا ، لاَهِبةُ الْأَحْشَاءْ ، وَكَلَّمَا رُؤُوسُهَا دَنَتْ يَبْعدُ عَنْهَا الْمَاءْ ﴾ 


وجاء في آياتِ هذا الْكِتَاب الْمُبَارَك ان الكَافرين في الظّلامِ سيَحشرون:

( وَكُلُّ مَنْ كَانُوا بِربَّهِمْ يَكْفُرُونَ ، فِي أَعْمَاقِ الظَّلاَمِ يُحشَرُونَ ) 

وحرمت نصوص كِتَاب الصَّابِئِينَ الصَّابِئَة حتى الاقتران والزّواج من الكفارِ والمُشركين وعابدي الأوثان والأصنام ؛

﴿ إنَّ الَّذِينَ يُزَوِّجُونَ بَنَاتُهُمْ مِنْ أَبْنَاءِ الْكَافِرِينَ وَالْمُشْرِكِينَ وَعَبَدةَ الْأَوْثَان ، أُولَـٰئِكَ بِسِياطِ النَّارِ يُجْلَدُون ،

يُعَذَّبُونَ بِالنَّارِ الْآكِلَة وَالْبَرَدِ وَالْحَرِيقِ ، وَفِي الظَّلاَمِ يُحْشَرُون ، لَا يَنْفَعُهُمْ حُزْنُهُمْ وَلَا نَدَمُهُمْ حِينَ يَنْدَمُونَ ؛ كُلَّمَا قُدِّمَتْ إحْدَاهُنَّ قُرْبَانًا لِمَعَابِدِ الْأصْنَامِ ، أوْ رَكَعَتْ لِلمُنَجِّمِينَ سُئِلَتْ نَفْسُ أَبِيهَا عَنْهَا ، فَكَيْفَ مِنْ ذُنُوبِكُمْ تَتَنَصَّلُون ﴾.


ونهى الله جل وعلا المُؤمنين الصَّابِئَة من جميعِ اشكال العبادات الوثنيّة ، وحرم عليهم العِبادة من خلالِ تقديم النّذور والاضاحي والذّبائح والقرابين للمذابحِ ومعابد الاصنام والانداد والاوثان وهياكل عبادة الكواكب وبيوت النّار وما شابهها ، وحُرِم تعظيمها او العبادة من خلالها ، حيث جاء في آياتِ مُصْحَف جِنْزَا رَبَّا الْمُقَدَّس:

﴿ مَنْ يُقدَّم الضَّحَايَا وَالْقَرَابِينَ لِمَعَابِدِ الْأصْنَامِ وَالْأَوْثَانِ تُعقَدْ خُطَاهُ فِي جَبَلِ الظَّلاَمِ ، فَلَا يَرَىٰ نُورَ الله ، أَمَّا مَنْ آمَنَ وَأتَّقَىٰ فَلَهُ مِنْ النُّورِ مُرْتَقَىٰ حَتَّىٰ يَبلُغَ بَلَدَ النُّور ﴾ 

وجاء في آياتِ كِتَاب الصَّابِئِينَ الْمُقَدَّس تحريم الله سبحانه للمُؤمنين الصَّابِئِينَ من تناول الأطعمة والاشربة التي توزع وتقدم كنذور واضاحي وقرابين في شعائرِ وطقوس العِبادات الوثنيّة والشّركيّة البَاطلة ، وتلك التي تقدم إلى مَعابدِ وهياكلِ عبادة النّجوم والكواكب والمجموعات النّجميّة المعروفة بِالبروجِ الاثنتي عشر:

﴿ لَا تَأْكُلُوا وَلَا تَشْرَبُوا مِنْ هَيَاكِلِ الْكَوَاكِبِ وَمِنْ الْاثْنَيْ عَشَرَ بَاب ، كُلِّهَا كَفْر وَدَنَس وَمَكْر ﴾ 

وجاء في كِتَابِ سُنَّة نبي الله يحيى بن زكريا عليه ازكى السّلام ، ان القرابين والنّذور التي تقدمها الناس للهياكل وما شابهها تُضعِف الايمان وتبعدهم عن عبادة الرحمن: 

﴿ أَيُّهَا الْمُخْتَارُونَ ، أَنَّ الْقَرَابِينِ الَّتِي تُقَدِّمُونَهَا لِلهَيَاكِلِ تُفْقِرُ تَفْكِيرُكُمْ وَإِيمَانُكُمْ وَتُفَرَّقُكُمْ ﴾.

***

ثانيا : تحريم عبادة النجوم والكواكب

وحرم الله سبحانه ونهى جل جلاله الصَّابِئِينَ اشد النّهي والتّحريم مِن عبادةِ الكواكب والنّجوم والبروجِ والاجرَام ، وأمر المُؤمنين به لِصرفِ العِبادة له وحده لا شريك له ، حيث جاء في آياتِ الْمُصْحَف الْمُقَدَّس جِنْزَا رَبَّا : الْكَنْز الْعَظِيم:

﴿ لَا تُسَبِّحُوا لِلْكَوَاكِبِ وَالْأَبْرَاجِ ،وَلَا تُسَبِّحُوا لِلشَّمْسِ وَالْقَمَر المَنْوَرَيْنِ هَـٰذَا الْعَالَم ، فَإِنَّهُ هُوَ الَّذِي وَهَبَهُما هَـٰذَا الضِّيَاء ﴾ 

ونهت آيات مُصْحَف الصَّابِئَة الْمُؤمنين مِن عبادة الشّمس والقَمر ، وبينت لهم بان نورهما كان بِأمرِ الله وسيزولان عند قيام السّاعة:

﴿ يَا أَصْفِيَائِي ، أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ ، لَا تُمَجِّدُوا الشَّمْسَ وَالْقَمَر ، هُوَ اللهُ الَّذِي أمَرْ فَكَانَ لَهُمَا وَلِلكَوَاكِبِ هَـٰذَا الضِّيَاء ، لِكَيْ يُنِيرُوا بِهِ الظَّلْمَاء ، فَإِذَا نَادَىٰ الْحَيُّ الْعَظِيم ، سَقَطَتْ كُلُّهَا فِي قَرَارٍ بَهِيم ﴾ 

وجاء في آياتِ كِتَاب الصَّابِئَة الْمُقَدَّس في صُحُفِ نبي الله آدم عليه السّلام ان الشّمس والقمر والكواكب والنّجوم جميعها زائلة يوم تقوم السّاعة:ـ 

﴿ يَا آدَم ، يَوْمَ يَبْطُلُ هَـٰذَا الْعَالَم .. يَوْمَ يُطْوَىٰ الرَّقِيع ، وَيَهْوِي الْجَمِيعَ .. الْمَلاَئِكَةُ وَالْجِنُّ وَالْبَشَر .. يَوْم لَا تَبْقَىٰ شَمْسٌ وَلَا قَمَرَ .. تَسْقُطُ الرُّجُوم ، وَتَنْطَفِئُ النُّجُوم ، وَكُلُّ دَارَةٍ تَقُوم ﴾ 

وورد النّهي والتّحريم من عبادةِ الكواكب والنّجوم والاجرام ، وتحريم عبادة الوحدات والمجموعات النّجميّة التي تعرف بِالبروجِ بِآيةٍ أخرى من كِتَابِهم الْمُقَدَّس الصُّحُف الأولى:

﴿ إِنِّي أَقُولُ لَكُمْ: يَا أَيُّهَا الْمُخْتَارُونَ ، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنِّي أُعَلِّمُكُمْ ، لَا تَعْبُدُوا الْكَوَاكِبِ السَّبْعَةِ السَيَّارة وَلَا الْبُرُوج الْاثْنَيْ عَشَرَ الَّتِي تَتَسَلَّطُ عَلَىٰ هَـٰذَا الْعَالَم الَّتِي مَا تَنْفَكَّ تَدُورُ فِي مَحْاورِهَا لَيْلًا وَنَهَارًا ، ذِلكَ لِأَنَّ هَـٰذهِ الْأَجْرَام الْفَلَكِيَّة وَتِلكَ الْبُرُوجِ مَا تَفْتَأُ تَغْوِي سُلاَلَة الْمُؤْمِنِينَ ﴾

اما مَنْ زاغت قلوبهم عن عبادةِ الله الْحَيّ الْعَظيم ، الواحد الاحد سبحانه ، وغووا بِضلالِ الشّيطان والبُطلان ومالت قلوبهم ليعبدوا الكَواكب والنّجوم فمصيرهم ومثواهم النّار واعمالهم سوف ترتد عليهم وآلهتهم البَاطلة التي راحوا يعبدونها لن تنقذهم يوم الحساب:

﴿ أشْرَقَ نُورُ الْحَيّ ، وَتجلَّىٰ مَنْدَاِدْهَيِّي بِأنْوَارِهِ فَأَضَاءَ جَمِيع الْأَكْوَان ، حَطَّمَ ألْوهيَّةَ الْكَوَاكِب وَأَزَالَ أسْيَادُهَا مِنْ مَواقِعِهِمْ ، رَأَوْا نُورَ مَنْدَاِدْهَيِّي الَّذِي الْتَحَفَ بِهِ أصْفِياءُ الصِّدْق ، فَانْهَارَتْ عُرُوشُ آلِهَتِهِمْ ، وَانْكَفَأَتْ جُمُوعُهُمُ عَلَىٰ وُجُوهِهَا ، كُلَّ الْأَكْوَانِ الَّتِي نَظَرَتْ إِلَيْهِ رَدَّتْ حَسِيرَةَ الْأبْصَار ، لَمْ تَسْتَطِعْ فَتَحَ عُيُونِهَا فِي وَهَجِ الْأَنْوَارِ ، فَلَمْ يَتَبيَّنوا وَجْهَ الْحَيَّ الْعَظِيم ، وَلَا هَيَّأَتْهُ ذَاتَ الْجَلاَل وَالْوَقَار .... أَيَّتُهَا الْأُمَمُ وَالْأَجْيَالُ لِمَاذَا تَبْكُونَ؟ أَوَمَا عَلِمْتُمْ بِأَنَّ أَعْمَالَكُمْ تَرتدُّ عَلَيْكُمْ ، وَأَنَّكُمْ بِمَا فَعَلْتُمْ تُؤْخَذُونَ ؛ وَيَتَمَرَّدُونَ عَلَىٰ إِلـٰهِهِمْ ، وَيَلْعَنُهُ اللَّاَعِنُونَ ، يَلْعَنُونَ إِلَـٰهَ الزَّيفِ وَألْوهيِّتهُ الْمَشْبُوهة ، وَيَلْعَنُونَ الرُّوهَة ، فَانْحَلَّتْ وَتَبْعثَرت قُوَاهُمْ ، كَانَ الزَّيفُ وَالْكَذِبُ مَأْوَاهمْ ، فَصَارَ الظَّلاَمُ مَثوَاهُمْ ، وَمَالَتْ آلِهَتَهُمْ عَنْ دَعْوَاهُمْ .... وَغَضِبْتَ الْجِنُّ عَلَىٰ الْأَرْضِ فَاسْتُؤْصِلتْ ، وَعَلَىٰ الْكَوَاكِبِ فَعُطِلتْ ، فَأَلْقَىٰ الْحَيُّ مَرَدَتَها مِنْ عُرُوشِهِمْ ، أَسْقَطَ تِيجَانَهُمْ ، وَابْعُدْ عَنْهُمْ عُرُوشِهِمْ ، فَظَلُّوا عَاجِزِينَ ﴾ 


وجاء في آياتِ كِتَاب الْكَنْز الْعَظِيم ، مُصْحَف الصَّابِئَة الْمُقَدَّس بان الكواكب والنّجوم زائلة ، وعابديها افواجاً مقيدين إلى النّارِ الحَارقة سوف يساقون يوم الحِساب:

 ﴿ حِينَ يكْتَمِلُ الْعَالَمُ ، تَسْقُطُ الْأَرْضُ فِي الظُّلُمَاتِ .. وَالسَّمَاءِ تَلتَفُّ مِثلَ الْقَصَب ، الشَّمسُ تَنْطَفِي وَالْقَمَرُ يَخْتَفِي ، وَتَتَناثرُ الْكَوَاكِبُ مِثْل أَوْرَاق التَّيِن ، تَذْهَبُ النَّارُ إِلَىٰ كُنَّهَا ، وَالْمِيَاهُ تَؤُوبُ إِلَىٰ مَقَرِّهَا ، وَالرِّيَاحُ الْأَرْبَعُ تَطْوِي أَجْنِحَتَهَا وَتتوَقَّفُ عَنْ الْهُبُوبِ ، أَمَّا الْأَشْرَار "عَابِدي الْكَوَاكِب وَمَنْ اِتَّخذوا مِنْ دُونِ اللهِ آلِهَة" ، فَسَيُنَادِي بَعْضُهُمْ بَعْضًا ، وَيُمْسِكُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا ، مُقَيَّدِينَ مِثْلَ رُمَّان الرَّصَاصِ ، ثُمَّ يَسْقُطُونَ فِي غَيَاهِبِ الْجَحِيم ﴾.

***

ثالثا : النهي عن السحر والدجل

ونهى وحرم الله عز وجل الصَّابِئِينَ من جميعِ مظاهرِ السِّحر والدّجل وعبادة النّار والتّنجيم والشّعوذة بكل أنواعها واعتُبرت هذه الأفعال والاعمال من المُنكرات ، حيث جاء آيات صُحُف كِتَابهم الْمُقَدَّس جِنْزَا رَبَّا ( كَنْزَا رَبَّا ):ـ

﴿ إِنَّمَا الشَّرّ وَالْعِصْيَانِ وَالْحُمَّىٰ الْآكِلَة وَالسَّحَرُ وَالشَّعوَذةُ رِجْسٌ مِنْ بَلَدِ الظَّلاَم ﴾ 

ونهى الله سبحانه الصَّابِئَة في آياتهِ المُبَارَكات مِن مزاولةِ السّحر والشّعوذة ونهاهم من الذّهاب إلى السّحرةِ والمُنجمين والمُشعوذين:

﴿ لَا تُزَاوَلُوا سِحَر الشَّيْطَان ؛ وَلَا تَقْصِدُوا السَّحَرَة وَالْمُنَجِّمِينَ الْكَاذِبِينَ الْمُتَلفَّعِينَ بِالظَّلاَمِ ﴾

وجاء في آياتِ مُصْحَفَهم ان مصير السّحرة والمُنجمين هو الظّلام:

﴿ وَاعْلَمُوا أنَّ السَّحَرةَ وَالْمُنَجِّمِينَ فِي الظَّلاَمِ قَابِعُونَ فَلَا تَقْصِدُوهُمْ ﴾ 

وجاء في كِتَابِ الصَّابِئِينَ ان التّعاويذ والطّلاسم السّحريّة مِن اعمالِ الشّيطان فلا يجوز استخدامها والعمل بها:


﴿ لَا تَتَعَلَّمُوا رُقىٰ الشَّيْطَان ﴾ 

وجاء في آياتِ صُحُف كِتَاب الصَّابِئَة الْمُقَدَّس ان مصير الكفار والمجرمين والسّراق واللصوص والسّحرة والمُنجمين يوم الحِساب هو النّار الحَارقة:

﴿ الدُّهُور كُلُّها سَتَدُول ، وَالْمَخْلُوقَات سَتَزُول ، تَنْضُبُ الْآبَار ، وَتَجِفُّ الْأَنْهَار ، وَتتَيبَّسُ الْبِحَار ، تَتَفتَّتُ الرِّجَام ، وَتَتَهدَّمُ الْجِبَالُ وَالْآكَام ،..، وَسَيُحكَمُ عَلَى مَنْ سَفَكَ دَمَ ابْنِ آدَم ، وَشَوَّهَ الْوُجُوهَ الَّتِي هِيَ كَوَجْهِهِ ، سَيُنادىٰ عَلَىٰ الْمُجْرِمِينَ .. الزُّنَاةِ وَاللُّصُوصِ وَالْمُنَافِقِينَ ، وَعَلَىٰ السَّحَرَةِ وَالْمُنَجِّمِينَ ، وَيُدْفَعُونَ إِلَىٰ حَرَائقِ النَّارِ أَجْمَعِينَ ، يَوْمَها تَتَزَعْزَعُ التُّخُوم ، وَتَخْلُو السَّمَاءُ مِنْ النُّجُومِ .. الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ يَذْهَبَانِ ، كُلٌّ إِلَىٰ مَكَان .. وَكُلُّ مَنْ كَانُوا بِربِّهِمْ يَكْفُرُونَ ، فِي أَعْمَاقِ الظَّلاَمِ يُحشَرُونَ ﴾ 

وجاء ايضاً في كِتَابِ الصَّابِئَة الْمُقَدَّس في صُحُفِ نبي الله يحيى بن زكريا عليه ازكى السّلام بان الدّجالين يغرقون في باطلِ اعمالهم:

﴿ الدَّجَلُ بَحْرٌ تَتِيهُ فِيهِ السُّفُن ﴾ 


وورد في نِصوصِ كِتَاب سُنَّة نبي الله يحيى بن زكريا عليه السّلام ان مَنْ يقصدون السّحرة والمنجمين سوفَ يُحاسبون ويُعذبون على ذلك:

﴿ كُلُّ مَنْ يَجْرِي خَلْفَ السَّحَرَة وَالْمُنَجِّمِينَ وَالدَّجَّالِينَ يُعَذَّبُ فِي مُسْتَوْدَعِ الْبَرَدِ وَالزَّمْهَريرِ ﴾ 

واوصى النّبي يحيى بن زكريا عليه اطيب السّلام تابعيه من الصَّابِئَة لأخذ الحِيطة والحَذر من السّحرةِ والدّجالين ، وحذرهم مِن مزاولة أعمال السِّحر البَاطلة ، حيث جاء في كِتَابِ سنّته وتعاليمه ووصَاياه:

﴿ أبْنَائِي ، احْذَرُوا مُزاوَلة السَّحَرِ ، وَلَا تَخْتِموا الْأَجْسَادَ لِأَنَّ الدَّجَّالِينَ وَالسَّحَرَة يُلْقَىٰ بِهِمْ فِي مَرَاجِلَ تَغْلِي ؛ ذلِكَ هُوَ جِزَاؤُهم فَلَا تَتَخَطَّوا الْحُدُود ﴾ 

وجاء ايضاً في كِتَابِ سُنَّة نبي الله يحيى بن زكريا عليه السّلام انه يحذر الصَّابِئِينَ مِن اتباع السّحرة والمُنجمين والدّجالين ويُحذرهم من الايمان بِافعالهم الشِّيطانيّة:

 ﴿ مَنْ اتَّبَعَ السَّحَرَة وَالْمُنَجِّمِينَ وَالدَّجَّالِينَ وَآمَنَ بِهِمْ يُعَذَّبُ فِي أَحْوَاضٍ مِنْ الزَّمْهَريرِ ﴾.

***

رابعا: تحذير النساء

وحذرت نصوص مُصْحَف جِنْزَا رَبَّا الْمُبَارَك الصَّابِئِيَات بعد الكفر من ثلاثٍ: الزّنى والسّرقة ومُزاولة السّحر:


﴿ أيُّتُها النِّسَاءُ اللَّوَاتِي تَكُنَّ لِلرِّجَالِ حَذَارِ مِمَّا لَا يُرْضَي الله ، وَلَا يَحسُنُ لَدَىٰ النَّاس: الزِّنَىٰ ، وَالسَّرِقَةِ ؛ وَإيَّاكُنَّ وَعَملَ السِّحْر إنَّهُ مِنْ رِجْسِ الشَّيْطَان ﴾ 

***

خامسا : النهي عن الآثام والموبقات

وجاء في الْكِتَابِ الْمُبَارَك ان الغش والاثم والفتنة والكراهية والكذب والزّنى والضلال والكفر والدّجل والحَسد والحِقد وشرب الخَمر كلها من المُنكرات ، حيث جاء في مُصْحَفِ الصَّابِئَة في صَحائِفِ نبي الله يحيى بن زكريا عليه السّلام:

﴿ أيُّهَا الْأَصْفِيَاءُ وَالْكَامِلُونَ ، صُونُوا أنفُسَكُمْ مِنْ الْغِشِّ وَالْإثمِ وَالزَّورِ ، وَالْكَذِبِ وَالزَّيفِ وَالشُّرورِ ، وَاتَّقوا الدَّجَل وَالْإفْك وَالضَّلاَلَة ، وَالْفِتنَةَ وَالْقَسْوَةَ وَاَلْجَهَالَةُ ، وَلَا تَكْفُرُوا ، وَلَا تَقْرُبُوا الزِّنَىٰ ، وَاجْتَنِبُوا الْحَسَدَ وَالْبُغَضَاء ، وَالْحِقْد وَالْكُرُهَ وَعَدَمَ الْحَيَاء. ايُّهَا الْأَصْفِيَاءُ: إِيَّاكُمْ وَتَصْعِيرَ الْوُجُوه ، وَالسُّكْرَ لَا تَقْرَبُوهُ ، وَالظُّلْمَ الْمُرَّ تَجنَّبُوه .. إنَّهَا مِنْ رِجْس الشَّيْطَان ﴾ 

***

(( يتبع في الجزء السابع ))

تأملوا كلام الله عز وجل في الصورة

من كتاب الكنز العظيم (( جنزاربا ))



اعلان 1
اعلان 2

0 comments :

إرسال تعليق

عربي باي