الصابئة المندائيون

"ليس كل من خالف عقيدتنا بكافر"
- ما سر ابتعادهم الكامل عن الساحة؟
-هل بدأت الديانة الصابئة منذ آدم عليه السلام؟
-هل يعترفون بالرسل والأنبياء مما جاء بعد النبي يحيى عليه السلام؟
- ما هي كتبهم المقدسة وإلى ماذا تدعو؟ وكيف يمتلكون صحف النبي آدم عليه السلام وهو لم يكتبها ؟
-هل يؤمن الصابئة بأن آخر الأنبياء يحيى عليه السلام وفى نفس الوقت يؤمنون بنبوة السيد المسيح والنبي محمد عليهما الصلاة والسلام؟
- هل النبي محمد صل الله عليه وسلم مذكور في كتابهم مصحف جنزاربا ؟
-لماذا لم يدخلوا الإسلام بدلًا من بقائهم على نفس الدين مادام الرسول محمد عليه الصلاة والسلام مذكورًا عندهم؟
-كيف ينظر الصابئة للناس هل هم كفار وجزاؤهم النار أم أن هناك معتقدا آخر؟
- ماهي صلاتهم ؟

✯✯✯✯✯

قصة الصابئة و ما يثار حولهم من شبهات وعن تجاهلهم برغم أنهم ذكروا في القرآن الكريم في ثلاث مواضع

أولا : إختفاء الصابئة وعدم ظهورها

أولا الطائفة عبارة عن أقلية دينية تمثل أحد أطياف المجتمع العراقي والإيراني على حد سواء

العراق الذي عاشوا فيه وشاركوا أبناءه أفراحهم وأتراحهم منذ نشوء الحياة فيه وبناء أولى حضاراته ويؤدي الصابئة طقوسهم بحرية وكان هناك اعتراف حكومي بهم ، بحيث تمت ترجمة معظم نصوص كتابهم المقدس جِنزاربا (گِنزا رَبَّا: الكنز العظيم) عام 2001 وكانت تلك الترجمة هي الأولى بالتاريخ التي يترجم فيها إلى العربية، وحصلوا على لقب طائفة العراق الذهبية وكان الاغلبية يطلقون على ديانتهم لقب الديانة البيضاء.

الاغلبية من الصابئة من الدارسين وذوي التحصيل العلمي العالي والشهادات الجامعية والكثير منهم يعمل بصياغة الذهب.

✯✯✯✯✯

• ما سر ابتعادهم الكامل عن الساحة؟

إن التعاليم الصابئية تحرم قتل نفس الإنسان، بحيث يُعد قتل الإنسان من أعظم وكبائر الذنوب والمعاصي، إضافة إلى تعاليمها الصوفية التي تدعو للزهد والترفع عن الإساءة للآخرين، وتعاليم السلام والمحبة تجاه الآخرين مهما كانت انتمائاتهم الدينية، لذا هم منذ الأزل لا يرغبون في التدخل في أي صراعات دينية أو سياسية ولم يسعوا للحصول على مناصب وسلطة، بحيث إذا قرأت التاريخ لن تسمع بوجود صابئي قاد جيش أو خاض معركة بالرغم من تاريخهم العريق في المنطقة لكنه ظل أبيض، وذلك يعد من الأسباب الرئيسية التي أبقتهم غير ظاهرين على الساحة والقليل فقط هو من يعرف عنهم، فمعلوم القول الشائع: "خالف تُعرف"، فمن يعيش بسلام لن يسمع به أحد كما أن الديانة الصابئية ديانة غير دعوية أو تبشيرية كما تفعل بعض الأديان والمذاهب ولا يملك أبناؤها الوسائل المتاحة الموجودة عند الأديان والمذاهب الأخرى، هذه الأسباب وغيرها جعلت الديانة الصابئية غير معروفة..

لا يريدون التدخل في أي صراعات دينية وطائفية لذلك هم يتركون الحقيقه لمن يريد أن يعرفها، وكتبهم موجودة ومتاحة بلغتها المندائية واليوم بعضها ترجمت للعربية واللغات الاخرى، ومعابدهم أبوابها مفتوحة لاي شخص يحب أن يدخل بها ويشاهد طقوسهم وعاداتهم، وهم لا يمانعون من بيان ديانتهم لمن يرغب بالرغم من قلة الإمكانيات، ومن يرغب في التعرف على الديانة الصابئية لا يحتاج إلا أن يكلف نفسه بأن يقرأ كتبهم، أو يسألهم، وسيساعدوه بكل ما أمكن، وإحدى تعاليم النبي يحيى عليه السلام تقول:

(ويل لجاهل منغلق على جهله وويل لعالم منغلق على علمه)

أن المعرفة للجميع لكن لا أن تكون أداة صراعات طائفية ومذهبية وتحريض للكراهية بل أن تكون تعاليم للسلام والمحبة، ويكفيهم أن القرآن الكريم قد كرمهم بثلاث ايات وفكرة الدخول في صراعات مع أصحاب الديانات الأخرى من أجل أن يصطادوا شخص ليعتنق ديانتهم هم في غنى عن ذلك وهم يحبون الجميع، والاخرين هم إخوانهم في الايمان بالله وعبادته وفي الوطن والمنطقة والإنسانية، هذه طبائعهم التي عرفها المحيطون بهم وسيستمرون بطبعهم هذا اتجاه الآخرين.

✯✯✯✯✯

هل بدأت الديانة الصابئة منذ آدم عليه السلام؟

نعم هم على دين آدم عليه السلام وعلى ما أوحي إليه من الله، فدينهم يبدأ بتعاليمه وابتهالاته ومن بعده أنبياء الله شيت بن آدم وأنوش بن شيت وإدريس ونوح وابنه سام وإبراهيم وزكريا ويحيى آخر أنبياء الصابئين عليهم ازكى السلام.

✯✯✯

• ما هي كتبهم المقدسة وإلى ماذا تدعو؟ وصحف آدم عليه السلام؟

كتابهم المقدس هو أهم كتب الصابئة ومصدر التشريع والفكر عند الصابئة الاحناف ويدعى مصحف جِنْزَا رَبَّا (گِنْزَا رَبَّا) ويعني اسمه الكنز العظيم، ويسمى أيضًا "سِدرا إِدْ آدم" أي صحف ادم، ويجمع صحف انبياء الله الصابئة آدم، شيت بن آدم وانوش بن شيت وإدريس ونوح وإبنه سام وإبراهيم وزكريا ويحيى آخر انبياء الصابئيين عليهم وعلى انبياء الله ورسله ازكى السلام، وهو عبارة عن سفر كبير، يتحدث عن خلق الكون والإنسان ونشوء الحياة، وتعاليم و وصايا أنبياء الله الصابئة، والكتاب بلغته المندائية العراقية القديمة يقع بقسمين اليمين والشمال، مجموع صفحات القسمين قرابة ال800 صفحة، وكل صفحة متكونة من 20 سطرا تقريبًا، وكل سطر من 12 كلمة تقريبًا.

للحصول على الكتاب إضغط هنا

أما ثاني أهم الكتب فهي سنن انبياء الله الصابئة، وأكبرها هو كتاب سنة النبي يحيى ودروسه وتعاليمه (ادْرَاشَا إدْ يَهيا) وهو خاتم انبياء الصابئة ، ويجمع التعاليم والوصايا التي اوحي بها الله عز وجل للنبي يحيى عليه السلام ليعلمها لاتباعه الصابئة ويقع هذا الكتاب في 250 صفحة تقريبًا، وهناك كتب فقهية وطقسية أخرى عند الصابئة، جميعها مدونة باللغة المندائية.

كتبهم المقدسة كانت باللغة المندائية الآرامية والنبي آدم عليه السلام كان يتحدث هذه اللغة و على عكس ما يظن الناس أنه كان يتحدث العربية.

واللغة المندائية والعربية والعبرية والسريانية تسمى باللغات الآرامية أو السامية كما يسميها بعض الباحثين، وهذه اللغات متشابهة ومتقاربة من بعضها، وتعد كلها لهجات للغة واحدة قد اختلفت بفعل عامل الزمن والمنطقة .

وفي القرآن الكريم جاء في سورة الروم الآية ﴿٢٢ الروم﴾

قال تعالى :

﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ ﴾

إن في ذلك لآيات للعالمين، فان اختلاف اللغات من مشيئة رب العالمين.

✯✯✯✯✯

كيف وصلت الصحف لهم عبر كل تلك السنين , هل كان يعرف النبي آدم عليه السلام الكتابة كى يحفظها من الضياع؟

النبي آدم عليه السلام لم يكتبها ولكنه تواترها مع أولاده شفاهيًا إلى أن وصلت إلى سيدنا إدريس عليه السلام وكان هو أول من خط بالقلم وأول من دونها ومن بعده بدأت تنتقل عبر الاجيال مكتوبة، ويضاف اليها اسفار الانبياء الصابئة كصحيفة النبي يحيى عليه السلام التي تعد احدث الصحف في الكتاب الصابئي المقدس.

✯✯✯✯✯

هل يؤمن الصابئة بأن آخر الأنبياء يحيى عليه السلام وفى نفس الوقت يؤمنون بنبوة السيد المسيح والنبي محمد عليهما الصلاة والسلام؟

هم يقولون إن آخر الأنبياء الذين بعثهم الله في إيصال الشريعة الصابئية هو سيدنا النبي يحيى عليه السلام اما النبي عيسى والرسول الكريم محمد عليهما الصلاة و السلام وانبياء اخرين غير انبياء الصابئة هم لا ينفون نبوئتهم ، والنبي الكريم عيسى عليه السلام والنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم قد ورد ذكرهما في كتبهم، منها الكتاب المقدس وفي سنن انبيائهم كذلك .

✯✯✯✯✯

هل النبي محمد صل الله عليه وسلم مذكور في كتابهم مصحف جنزاربا ؟

ورد ذكر الرسول محمد عليه الصلاة والسلام في مصحف (( جنزا ربا )) التي تتحدث عن نهاية العوالم وما سيحدث من خراب ودمار وصراعات وانقسام الناس لطوائف ومذاهب وهذا ما نعيشه اليوم .

تحدث النبي يحيى عليه السلام عن الرسول الكريم محمدﷺ في كتابه "سنة ودروس وتعاليم يحيى عليه السلام" الذي يمثل ثاني أهم الكتب عند الصابئة.

ذكر فيه : "يأتي النداء من السماء الى يحيي بن زكريا أثناء تواجده مع تلاميذه ليحذرهم من اليوم الآخر ثم يسأل تلاميذه عنه فيقولون :

"نحلفك يانبي الله بالحي العظيم الذي تسجد له ثم يواصلون الى سؤالهم عن الآخرة بقولهم متى يغادر أبناء المؤمنين الصادقين (الى الأخرة)

فيقول :

"سياتي وقت يقتل فيه تلاميذ يحيى من قبل ابناء اسرائيل ( يعقوب) و بعدها بزمن يولد محمد العربي من احفاد اسماعيل فيدعوا الناس للايمان و السجود للحي العظيم و في القسم الاخير من الدور الاخير يقل عدد المؤمنين الصالحين فيزال الاستقرار و السلام من العالم و تقل دور العبادة المندائية (مشكني) و تتغير مراسيم الزواج و الاحتفال بها و تتغير مراسيم الصباغة (المصبته – المعمودية , عند الصابئة) و كذلك مراسيم الارتقاء (المسقته) و يقل العمل بعزل المراة اثناء شهر النفاس و ايام الحيض و ينتشر الشر و الكذب و الفساد و يزداد القتل في العالم فاطلب منكم يا اصفيائي ان لا تعملوا اعمال الشر لئلا تهبطوا الى الظلام و ان تلتزموا بربنا الواحد الاحد ملك النور السامي مسبح

اسمه"

✯✯✯✯✯

لماذا لم يدخلوا الإسلام بدلًا من بقائهم على نفس الدين مادام الرسول محمد عليه الصلاة والسلام مذكورًا عندهم؟

هم أساسا من المسلمين، وبكلام أدق هم أول المسلمون، وتسمية الإسلام والمسلمين أول مَنْ اطلقت عليهم هم الاحناف الصابئة ، ومذكورة التسمية عدة مرات في كتبهم الدينية منها كتابهم المقدس وسنن انبياءهم، ولا يزالون يرددونها كل يوم في صلاة الفجر، بعد التطهر والتوضوء يقولون باللغة المندائية:

(ابْشوما اد هيي ربي قوم قوم بهيري زدقا قوم شلماني ومهيمني، قوم اسجد وشبا لهيي ربي...)

أي: (باسم الحي العظيم، قوموا قوموا يا باهري الصدق، قوموا ياأيها المسلمين والمؤمنين، قوموا اسجدوا وسبحوا للحي العظيم)

والقرآن الكريم قد بين في اياته الكريمة أن الإسلام لا يخص اتباع الرسول الكريم محمد عليه الصلاة السلام , بل هو دين كل الأنبياء والرسل.

النبي إبراهيم عليه السلام هو أحد انبياء الصابئة والذين كانوا اهل دعوته وناصروه في رحلته بعد اضطهاده من قبل ملك بابل النمرود وهاجروا معه من " أور " إلى مدينة حران الصابئية الشهيرة، حيث جاء في سورة آل عمران:

قال تعالى :

﴿ مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَٰكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾

[ آل عمران: 67]

ويذكر القرآن الكريم في سورة يونس أن النبي نوح عليه السلام كان مسلمًا ايضًا :

قال تعالى :

﴿ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ ۖ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾

[سورة يونس: 72]

والنبي يوسف عليه السلام كان مسلما كما جاء في قوله تعالى :

رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ ۚ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (101) سورة يوسف.

وهنا سوف يقول قائل :

بأن الله عز وجل قال في كتابه الحكيم :

﴿ وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾

[ سورة آل عمران: 85]

والآية الكريمة الآية 19 من سورة آل عمران :

﴿ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴾.

يعني أن الله سبحانه وتعالى لن يقبل أي ملة أو دين أو شريعة أو عقيدة مالم تكن على رسالة النبي الكريم محمد صلى الله ىعليه وآله وسلم

وهي " الإسلام "

هذا صحيح , ولكن مالا تعلمونه هو أن هذا هو الدين الواحد لجميع الأنبياء والرسل والدعوة واحدة منذ بدأ الله عز وجل الخلق

قال النَّبِيُّ الْكَرِيمُ مُحَمَّدﷺ

(( الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ ))

لم يقل عليه الصلاة والسلام المسلم من تبع ديني أو تبع رسالتي ..!!

و قالها الله عز وجل صراحة في سورة المائدة أنه جعل لكل أمة شريعة ومنهاج يمشون عليه ولو شاء لجعلنا أمة واحدة ولكن ليبلونا فيما آتانا

قال تعالى في سورة المائدة - الآية 48 :

﴿وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَآ آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إلى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ﴾

وقال عز وجل وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا وأن أكرمنا عند الله أتقانا

قال تعالى الآية 13 من سورة الحجرات

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾

أي أن هناك شعوب وقبائل وأمم أخرى بها أناس أتقياء ويعبدون الله عز وجل وهو أعلم بهم

و لم يقل الله عز وجل في جميع القرآن الكريم أن الدين والملل والشرائع كلها يجب أن تتبع النَّبِيُّ الْكَرِيمُ مُحَمَّدﷺ و أن من لم يتبعه فلن يقبل منه..؟؟

بل قال الله عز وجل سبحانه وتعالى في سورة [البقرة:62]

{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}

وفي هذه الآية ثناء مجمل على أهل الملل الأربع: المؤمنين، واليهود، والنصارى والصابئين، ويشير هذا الثناء إلى أن من الصابئة حنفاء موحدين، وهذا المعنى ذاته يظهر لنا في سورة المائدة،

يقول الله تعالى:

”إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا

هُمْ يَحْزَنُونَ” /الآية 69/

يعني يقولها سبحانه وتعالى جهارة أن لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.

***

. ثم جاء ذكرهم في سورة الحج

“إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ

عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ” الآية /17/،

أي أن الله تعالى يفصل بين المؤمنين به وبين الذين لم يؤمنوا و الذين اشركوا.

***

وفي سورة : آل عمران الاية : (199)

يقول الله عز وجل بأن جزء من اهل الكتاب أي الصابئين وغيرهم ممن يؤمنون باالله وبما أنزل عليهم من ربهم وما أنزل على جميع الرسل والانبياء ولا يفرقون بين الرسل والانبياء لهم أجر عند الله عز وجل :

قال تعالى :

﴿وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَن يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلّهِ لاَ يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُوْلَـئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ﴾

سورة : آل عمران الاية : (199)

✯✯✯✯✯

كيف ينظر الصابئة للناس هل هم كفار وجزاؤهم النار أم أن هناك معتقدا آخر؟

كل مَنْ آمن بالله الواحد الأحد ولم يشرك به وعمل صالحًا وادى فرائضه وواجباته الدينية فان الله سيجزيه بما فعل، وفي آية "بوثا" في مصحف جِنْزَا رَبَّا المبارك في صحيفة النبي آنوش بن شيت بن آدم جاء فيها: (كل إنسان مأخوذ بما عملت يداه.. وكل نفس تسال عن أعمالها لا تشارك نفس نفسًا ولا تتحمل نفس نفسًا).

وكما انهم ليس مَنْ سيقوم بالحساب والعقاب، لكن جاء في كتاب الصابئة أن الإنسان كلما امتلئ قلبه بمحبة الله وأمن به الهًا واحدًا وحده لا شريك له ولا ند وعمل صالحًا وادى الواجبات والفرائض فله الجنة، عالم الانوار ولن يؤخره مؤخر يوم الحساب.

✯✯✯✯✯

ماهي صلاتهم ؟

تشبه الصلاة عند المسلمين إلى حد ما، فالصلاة عند الصابئة أيضًا من اركان الديانة، عدد الصلوات خمسة، وتسمى باللغة المندائية: (اطْماشا وارْشاما وابْراخا) أي التطهر والوضوء والصلاة، حيث تسبقها الطهارة وهو الاغتسال ثم الوضوء وهو تلاوة الادعية ومسح الأعضاء بالماء كما يفعل المسلمون ثم يؤدون الصلاة باتجاه جهة الشمال حيث قبلة الصابئة، ويتخلل تأدية الصلاة وقوف وانحناء وسجود، ويتوجب على الصابئة ارتداء اللباس الأبيض عند تأديتها.