آخر ماتم نشره

الثلاثاء، 2 مارس 2021

التأمل

خطوات ممارسة التأمل



الروح هي من الله و تلك مكرمة من الله للإنسان تسمو به عن كل الكائنات مع تشريف الله له بأن يكون خليفة يسوس الدنيا بشريعة الله ومنهاجه العلي العظيم.... فبالروح تحرك الإنسان بعد أن كان طينا و بالروح يدعمه الله و ينزل عليه ملائكته و نورا فهي من الله ومن أمر الله و إلى الله.

قال تعالى: } فإذا سو يته و نفخت فيه من روحي. . . { ( سورة الحجر آية 29)
} و يسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا. . . .{ (سورة الإسراء آية 85)

فالروح هي سر الحياة و بدونها فجسد ميت لا حياة فيه و لا قيمة وسرعان ما سيتفسخ و تنفر منه النفس.... فإذا كان و لابد وأن يوارى تحت الثرى لخروج الروح منه التي هي الطهر و النور و الحياة* فالروح من الله نفخت من الله بقدرته في تراب ميت بعد أن أبدع الله تصوير و تشكيل جسم الإنسان العجيب و كان آدم أول إنسان تنفخ فيه الروح بحياة وقوة و ببدء النشأة* و سبحانه من أنشأ بقدرته ذلك الإنسان العجيب.

قال تعالى: } الذي أحسن كل شيء خلقه و بدء خلق الإنسان من طين * ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين ثم سواه و نفخ فيه من روحه وجعل لكم السمع و الأبصار و الأفئدة قليلا ما تشكرون { (سورة السجدة آية 9)

فالروح هي نور الإنسان التي بها تشرق النفس ببهجة الحياة و هي الطاقة المحركة لمادية الجسم وهي ترسل بأمر الله في كل رحم في الجنين فتدب فيه الحياة بعد أن كان مضغة لحم لا حياة فيها. . . . . .إلا إنها كانت محفوظة في الرحم برحمة الله.

قال تعالى: } كيف تكفرون بالله و كنتم امواتا فأحياكم { (سورة البقرة آية 27)
} و الله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا و جعل لكم السمع والأبصار و الأفئدة لعلكم تشكرون { ( سورة النحل آية 78)
} و لقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين * ثم جعلناه نطفة في قرار مكين* ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين * ثم أنكم بعد ذلك لميتون * ثم أنكم يوم القيامة تبعثون { (سورة المؤمنون 12-15)

 كيف تكون بهجة الروح؟


لا شك أن رحمة الله تسبق غضبه و الله يحب العبد التائب من الذنب كمن لا ذنب له* و الله يفرح بتوبة العبد 
فلذا تكون بهجة الروح بسموها و جمالها و كمالها بعودة الإنسان إلى الله كمن كان في روضة غناء و حديقة فيحاء و عيشة ملؤها الصفا و الهناء. . . فإذا به يتمرد ويكفر بتلك النعم و يلقي بنفسه في مستنقع خارجها فلا شك ستخبث نفسه فلا عودة إلا بعد التطهر من الارجاس و النقاء من أدران الآثام و ذلك بالغوص في ينبوع التوبة الفياض و اشتمال رداء الطهر و الستر الجميل مع دوام الذكر و الاستغفار و عمل الصالحات و الخيرات.

بذلك يعود ربيع الروح للأجساد و بالخشوع و الطهر و النقاء تكون بحق بهجة الأرواح و قوتها.
قال الله تعالى: } فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير و شهيق * خالدين فيها ما دامت السماوات و الأرض إلا ما شاء ربك إن ربك فعال لما يريد* و أما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السماوات و الأرض إلا ما شاء ربك عطاء غير مجذوذ { 
(سورة هود 106-108)

كيف تمارس التأمل للمبتدئين

ان التأكيد على اهمية التأمل لتنشيط النفس و اللجسم كما ويلعب دورا مهما في الجوانب الروحية و العقلية  والقدرة على التفكير و التبرير و التذكر لها منزلة رفيعة في المجتمع حيث يشكل العقل السلاح الجوهري.
و من هنا يطور المتأمل تمارين متعددة ليزيد من حدة إدراكه الحسي و نظرته النفسية .
و هذه الاساليب كذلك تجدد شباب الجسم و تهديء العقل و تشجع القوة الداخلية .

التأمل هو حجر الأساس لتطوير البصيرة و ذلك لا يأتى إلا بتحسين مهارات التأمل لديك. التأمل يستكشف كل جوانب العقل والجسد ويستخدم لجعل التركيز أكثر عمقا.
 وفوائده الخفية لا تحصى فهو يمنع تخبط الأفكار والمشاعر وينمي مهاراتك من أجل تحسين نوعية حياتك.
يساعدك في إطلاق الطاقة الكامنة لديك .

طرق التأمل

1-اختار مكان تشعر بالراحة فيه:
_تجنب الاضاءة الخافتة أو الاضاءة الشديدة ,كذلك تجنب الأماكن ذات درجات الحرارة أو الرطوبة المرتفعة والأماكن شديدة البرودة.
 تجنب أى مكان يحتوى على مصادر للازعاج.
يمكنك اختيار مكان بالخارج إذا شعرت أنه ملائم. 
ان لم تشعر بالأمان فى مكان ما جرب البحث عن آخر و من الجيد أن يكون قريب من المنزل. 
كما يمكنك أيضا استخدام مكان هادئ بمنزلك أو منزل صديق.

الجزء الثانى: 

اختيار وضع ملائم:
1-اختار واختبر الوضعية التى تلائمك.
قد يكون الجلوس ,الوقوف, المشى أو الاستلقاء.
 كل وضع له مميزاته و عيوبه !
فينصح بتجريب أحد الاوضاع كل مرة حتى تصبح أكثر خبرة فى اختيار ما يتماشى معك. محاولة ممارستهم كلهم معا كمبتدىء قد يثنيك عن الاستمرار. فمن الأفضل اختيار وضعية واحدة وتجربة باقى الأوضاع بعد اكتساب بعض الخبرة.

2-جرب وضعية الوقوف:
هذا وضع مستقيم. يجب رفع باطن اليدين بارتفاع  و زواية مناسبين أو إلى أسفل على جانبى الجسم. يجب أن تباعد مابين الكتفين و القدمين وألا تغلق مفصل الركبة.
أرخى معدتك و أسفل الظهر. من الصعب الوصول لهذا الوضع ولكن مع الوقت يعطيك احساس بالصلابة و متانة الجسم.




3-جرب وضع الاستلقاء:
الاستلقاء على جانبك الأيمن مع وضع رأسك على يدك اليمنى أو مخدة صغيرة. وأرح اليد اليسرى على الجانب الأيسر.
ينصح بتجربة وضع آخر ان كان هذا الوضع يؤثر على دورتك الدموية. الاستلقاء على الظهر طريقة شائعة للمبتدئين ولكنها قد تصيبك بالنعاس مما يضعف من التركيز.




4-جرب وضعية الجلوس:
اختبر الأكثر راحة لك. اجعل القدمين متقاطعتين أو ثنى رجل على الأخرى. يجب أن يكون الصدر مستقيما والظهر والمعدة مسترخيتين. يجب أن تكون الرقبة متزنة مع ثنيها قليلا للأمام لفتح مجرى الهواء. يجب أن تكون يداك مثنية بلطف على فخذيك أو ركبتيك. و يجب أن تكون الأصابع مرخية.




5-جرب وضعية المشى:
أفضل وضعية للتأمل الذهنى ويجعل التأمل جزء من حياتك اليومية.المشى بايقاع منتظم وهادئ على مسافة صغيرة للأمام والخلف. جرب ذلك فى منطقة غير مزعجة لتحسن من اتزانك و هدوؤك. يجب أن تكون يداك على جانبيك. يمكنك التركيز على أجزاء عديدة من جسمك مثل االأوراك، الصدر والساقين، والقدمين.



الجزء الثالث :

ممارسة التأمل:
1-استرخ فى وضعيتك:
استرخى جيدا بمجرد استقرارك فى وضعية معينة والتى قد تستغرق وقتا للمبتدئين. وابدأ بدراسة أسس الاسترخاء والتامل.
2-دراسة الأساس الأول:
افحص طبيعة الجسم المركبة. الانتباه الذهنى,التركيز ,اكتشاف مكونات الجسم مثل الرأس والشعر والجلد والأسنان والعضلات.
ركز على كل جزء وادرسه جيدا. ركز على عملية التنفس و الشهيق و الزفير. التركيز على الطبيعة الفيزيائية مثل درجات الحرارة و خصائص الحركة و الفعل و رد الفعل و التوتر العضلى.
3-دراسة الأساس الثانى:
ادراك المشاعر الجسدية و الأحاسيس. كيف ومتى تحدث الأحاسيس؟
هل هى مبهجة أم عادية أم سيئة! طريقة مشابهة هى مسح الجسد صعودا وهبوطا لدراسة الأحاسيس ومن ثم السماح لها بالانتقال لجزء آخر من الجسم أو مشاهدة سريان الطاقة خلال الجسم.
المهارة ليست فقط فهم طبيعة الجسم ولكن كيف تساعده على الاسترخاء للحد من التوتر.
4-دراسة الأساس الثالث:
ادراك الأفكار الذهنية وهذا يشمل الأفكار,الأوهام ,الأحلام والصور وما إلى ذلك! ركز فيما تشاهده وكيف ينبع ويتغير بناءا على المشاعر و الدوافع و مقدار التركيز لديك.
5-دراسة الأساس الرابع:
ادراك الحالة الذهنية كالاجهاد أو الحماس أو القدرة على التركيز. هل مسيطر على العقل احساس مثل الطمع أو الغضب!؟ هل يريد أو يرفض القلب شيئا ما !؟
دراسة الوعى مثيرة للاهتمام لأنها تظهر تأثيره على الأفكار والتخيلات. ان كان الوعى متعبا قد يختبر الشخص فكرة أو احساس بالاحباط والاكتئاب ,أما ان كان مفعما بالحيوية والنشاط يشعر بالسعادة. المهارة هى تغيير حالة الوعى بهدوء من الأسوأ للأفضل.
6-عند امعان التركيز, يمكنك الملاحظة لفظيا أو عقليا بشكل أفضل. و يساعدك ذلك على اكتساب نظرة ثاقبة ورؤية كيف يتفاعل العقل مع الكلمات اللفظية .
7-لا ترهق نفسك بالأفكار المزعجة و ارفق ببدنك.
فالعقل سرعان ما يصاب بالغم و الحيرة و الارتباك من تزاحم الأفكار و القلق ولكن كلما أصبحت أكثر دراية بطبيعة الجسد والاسترخاء والتأمل, لن يتعامل العقل بنفس الطريقة بعد ذلك.
8-يؤخد فى الاعتبار
المشى وملاحظة رفع القدم ووضعها و تغيير الوزن و كيفية التوقف و الدوران
كمثال:
يكون الشخص في وضعية الجلوس فعليه الانتباه لعملية التنفس وحركة العضلات التي تستخدم فى “الجلوس” و العضلات المستخدمة لتوسيع الرئتين فضلا عن الأحاسيس والمشاعر النفسية  والأفكار و التفاعل مع الضوضاء و الرائحة.. الخ.

الجزء الرابع:

تطوير التأمل الادراكي:
1-استكمل الممارسة واستكشاف كافة الجوانب:
الهدف هو ملاحظة الشئ بشكل كاف لتكوين فكرة أعمق. و أن تكون على دراية كيف يتفاعل الجسم مع القلب وكيف يتغير !؟ و بالتالى توجيه نفسك نحو حالة صحية و ذهنية أفضل.
2-الحفاظ على الممارسة و البحث بشكل مستمر:
عندما تستكشف طبيعة العمليات التى تحدث بين القلب والجسم بطريقة تلقائية,ستعرف المزيد عن طبيعتك الفطرية. و تساعدك على اطلاق خوفك وطمعك وجهلك مما يساعدك على تخطى الأحداث العصيبة والضغوط اليومية لتعيش حياتك فى سلام داخلى.
رسالة أحدث
السابق
هذا آخر موضوع.
اعلان 1
اعلان 2

2 comments :

عربي باي