آخر ماتم نشره

السبت، 24 أبريل 2021

العواطف

العواطف


وتبقى العواطف الأثر الكبير والوحيد التي يأكل بهم البشر أو الناس بعضهم البعض ، تماماً كوحوش الغابات كثعابين الصحاري ، إذ لايمكن لإنسان أن يميز بين العواطف والمحبة أو الحب الحقيقي مالم يكن عاقل ، وهذا بدوره إن بحثنا عنه اليوم نجده مختبئ ، خلف زوايا الدنيا فبسبب طعمه اللذيذ يُقتل إن خرج ويؤكل نيئاً ، هذا هو واقعنا اليوم نعم هذا هو حالنا ، الحب الحقيقي يختبئ خلف الكواليس والوهمي يعيش بيننا بجدارة ونأكل بعضنا البعض به ، لأن لو كل انسان أحب الآخر بصدق لن يكون هناك اية مشقة في هذه الدنيا ولا أية تعب ولا ولا ولا ...

العواطف


لكن بالدور التمثيلي الذي نلعبه أمام بعضنا البعض والمزييف ، فنحن معرضون لأن نطعن بعضنا البعض ونحسد بعضنا ونقتل بعضنا ونكره ونحقد ... وووالخ

اليوم بتنا من نراه نقي منبوذ منّا ويجب أن يُكره ويقتل ويُحسد وكأنّه إنسان قدم من عالم آخر كأنّه مومياء فرعونية نعم، تُرى لماذا ؟!

هل فكر أحد من قبل لم دائماً النقيون الطاهرون منبوذون؟!

بكل بساطة لأن الغارقون في مستنقع الوحول لايمكنهم رؤية أي شخص يمشي على الضفة ،
اليوم وبعد عناء ومشقة يتضح أن الكثير ممن كان يقول لك الحمد لله على السلامة أو يسّلم عليك إنّما لأمر ما وإن كانَ قد يفعل واجباً فإنما يفعله من باب الرؤية المجتمعية فقط لا غير .

وهم يعلمون في صميمهم أن هذا الإنسان العاقل مات آلاف المرات ليستطيع المشي اليوم على الضفة سالماً ، هم لايريدون أن يروا أو يعلموا ذلك هم فقط يرون مايريدون لذلك لا تُتعب نفسك في المجادلة وتبرئة نفسك من خطاياهم ، لا أبداً ،. هم أساساً لم يكونوا يحبون نفسهم ليُحبوك فأتى اليوم الذي فيه يوقّعون على كتاب خطاياهم. اليوم تتضح آلاف القصص وآلاف الأمور الغيبية ، بالجمل والمفردات ، يتضح أن كلمة أحبك لا تُقال لمن هم ليسوا أساساً أهلاً لها ، وأن تفتح قلبك أمام غير أهله أمر مرفوض فهو منزل ولكل منزل حرمته .

إذاً أين الإنسان؟


اليوم نعيش على آخر مسارح الحياة العواطف البالية التي سُرعان ماتتعفن وتظهر رائحتها، ترى الطلاق لمجرد موقف صغير او كلمة صغيرة لم يتحملها احد الطرفين ، ليس لأنهما لا يسستطيعان لا بل لأنهما لا يريدان هكذا بكل بساطة والعلاقة بين الاخوة الاصدقاء وووالخ. اليوم نعيش القطيعة نعيش حياة بريّة رائعة والجميل في الأمر أن الكل مقنّع لاتدري من تصافح ذئباً أو ثعلباً لاتدري خلف من تقف حماراً أو بغلاً ، لاتدري بجانب من تقف أسد أم أرنب ، ولاعلى من تتكئ حمل أم ثعبان ، ولاتدري من تخاطب الكل معه شهادة أنّه مرووض وأنه تعرض للكثير من الإفتراس.
اليوم هكذا هي الحياة تلبس كل الأقنعة وتخاطبك بجميع اللغات لدرجة أنك لا تعلم من أي بلد هي، متأصلة في كل الناس ولكن ليس لها أصل ، موجودة في الجميع لكنك لاتعرف من هم عاقل.
طارق سليمان

اعلان 1
اعلان 2

0 comments :

إرسال تعليق

عربي باي