تحدثت في الحلقة الماضية عن الغدد الصماء ووظيفة كل منها في الجسد ومايقابلها من شاكرات واختصاص كل شاكرة ولونها.
الغدة الصنوبرية هي الصورة المادية لنفس الإنسان ذات الطبقات السبعة ويقابلها شاكرا التاج
وهي المحرك الرئيس لكل شيء في الجسد عن طريق شبكة الأعصاب والمسؤولة عن كل غدة والمحرك المحفز لكل غدة
سنرى الآن مايقابل كل غدة من شاكرة ومن طبقات هذه النفس ومايقابل كل طبقة من صفة روحية :
الغدة الشاكرة النفس الصفة الروحية
1-الغدة الصنوبرية ⇐ شكرا التاج ⇐ المطمئنة ⇐ القدسية
2-الغدة النخامية ⇐ شكرا العین الثالثة ⇐ الكاملة ⇐ المؤمنة
3-الغدة الدرقية ⇐ شكرا الحلق ⇐ الراضية ⇐ القوة
4-الغدة الصعترية ⇐ شكرا القلب ⇐ المرضية ⇐ العفة
5-البنكرياس ⇐ شكرا الضفیرة الشمسیة ⇐ الملهمة ⇐ روح السلام
6-الغدة الكظرية ⇐ شكرا العجزأو الوجودية ⇐ اللوامة ⇐ روح الحق
7-الغدة التناسلية ⇐ شكرا القاعده ⇐ الأمارة بالسوء ⇐ روح الحياة
طبعاً من هنا نستطيع أن نعلم كيف نتحكم بالنفس ونبدأ بإدراكها ونغذي كل طبقة منها بما يقابلها من صفتها الروحيه.
كل غدة صماء في موقعها مسؤولة عن عضو رئيسي في الجسد وأمراض هذا العضو متعلقة
بضعف الشاكرة الناتج عن الحالة النفسية الناتج عن ضعف الصفة الروحية للنفس .
ارتقاء الإنسان عبر النفس وأي خلل بأية طبقة سيكون هناك خلل في جميع الطبقات.
الطبقة الحاملة للطاقة السلبية هي النفس الأمارة بالسوء والعضو الرئيسي لها الغدد التناسلية التي هي مركز الشهوة والغريزة الحيوانية ايضافة للمناطق المخرجة لفضلات الجسد ، ان تم اساءة استعمال هذه المنطقة ستزداد النفس الأمارة بالسوء قوة وعليه استهلاك كافة طاقات الطبقات الأخرى في المعاصي و ليست المعصية ان تقوم فرضا بالاسراف في الطعام او القيام بالزنا بل اشتهاء الطعام والنظر الى المحرمات وأكل الحرام من مفعّلات استهلاك طاقات النفس والجسد في آن معاً اضافة لافتعال حجاب يحجب عن الشخص اخذ القوة من الصفات الروحية.
يقول النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث الشريف: “أَعْدَى عَدُوٍّ لَكَ نَفْسُكَ الَّتِي بَيْنَ جَنْبَيْكَ“
طبعاً فعل الفواحش من اسراف للطعام وأكل للمال الحرام وغيره
يؤدي لاقتراف أخطاء وذنوب أخرى لأن النفس انساقت وراء المادة المظلمة الحرام.
حينما يتم ضبط النفس الأمارة بالسوء التي من صفاتها الرئيسية حبها للشهوة و الغريزة
ويتم التخلص من هذه الصفات بالاستعانة بصفة الحياة المستمدة قوتها من الروح التي تؤدي بالشخص لسلوك درب الحياة الإنساني الصحيح البعيد كل البعد عن السلوك الحيواني المتصف بالشهوة والغريزة وحب السلطة والتسلط وهذا واضح جلي حين يسعى انسان ليرتقي في مناصب الدنيا على مؤخرته بدل أن يسعى للارتقاء بها في دماغه للأسف.
أول ماتتلاشى الغريزة و الشهوة الصفتين المذمومتين الرئيسيتين يتم المتابعة إلى التطهير الكامل من كل صفة مذمومة تحض النفس على الإيذاء لذاتها وغيرها ينتقل الشخص المطهر لنفسه للطبقة الثانية من النفس.
النفس اللوامة: وبها يطلب العبد التوبة من الله عز وجل بحق الحق من صفة الحق الروحية واضطهاده للباطل المظلم ويبدأ بلوم نفسه على كل ما اقترفته من أخطاء واقترفته من ذنوب وعند خلوصه من مرحلة التوبة وتملك صفة الحق منه يرتقي للطبقة الثالثة.
النفس الملهمة: التي تكتسب قوتها من صفتها الروحية صفة السلام وهنا يبدأ باكتساب العلوم والمعارف والترقي شيئاً فشيئاً بها بعد أن أصبح من نفسه في سلام وأمان إلى أن يتم الخلوص والانتقال للطبقة الرابعة.
النفس المرضية : والتي تكون قد دخلت باب رضى الله عز وجل عنها والتي تكسب قوتها من الصفة الروحية العفّة التي تمكنها من التعفف عن كل مايتصف به اي انسان عادي بالامتناع عن اي لذة جسدية حتى لو كانت حلالاً والاتصاف ب الأخلاق الحميدة من طهر ونقاء وحب وتمكث في هذا المقام حتى يتم رضاه عز وجل عنها بالكامل بثباتها وادراكها لذاتها وتمكنها من ذلك بعفتها وطهارتها ، لتنتقل بعدها للطبقة الخامسة.
النفس الراضية: النفس الراضية من رضت بقضاء الله وقدره واقتنعت اقتناعاً تاماً بكل شيء ولها من الصفة الروحية القوة لأن هذه الطبقة أو الدرجة من النفس تحتاج للقوة لأنها ستُبتلى وتُمتحن بما يريد الله عز وجل ، طبعاً في هذه المرحلة ربما يفقد الإنسان أعز مايملك إن كان مال أو بنون ان صبر ورضى بقضاء الله عز وجل سميت نفسه راضية.
النفس الكاملة:
بعد اكتمال الطبقات الخمسة من النفس تُهييء للدخول إلى الطبقة السادسة النفس الكاملة بعد أن أكملت كل درجاتها وحصلت على شهادات الهية عالية في كل امتحاناتها وتم قبولها , وهنا تتخلص من كل الدنيا الدنية حتى مشاعرها واحاسيسها ليست عاطفية بل رحمانية الهية تظل في هذا المقام حتى تخلُص لله عز وجل الخلاص الكامل فيصبح الشخص كله بالله يرى بنوره ويسمع به قليل الكلام صامت اللسان والفكر مسبح لله في أعماقه متحد بنور الله لم يعد يَمُت للعلم البشري بأية صلة أصبح بالله ارتقى عن كل شيء وأصبحت صفتها الروحية المؤمنة.
النفس المطمئنة : بعد كمال النفس في المرحلة السادسة يتم انتزاع الصفة البشرية عنها لتعد لصورتها الأولى المُثلى في العالم العلوي وتقعد في الدنيا وهي ليست منها ولا بها بل ارتقت , الجسد هو ستار فقط إلى أن يشاء الله فتتركه ليعود الى التراب قال تعالى:
بسم الله الرحمن الرحيم(( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي )) صدق الله العظيم.
النفس مطمئنة خالية من كل كدر لاتشوبها شائبة خالصة لله قانتة عابدة محبة مخلصة له ليس للشيطان سلطة عليها ليس عليها سلطان إلا خالقها عز وجل لذا سماها مطمئنة دخلت في حرم الله وقدسه واكتبست من الروح الصفة القدسية بعد ان اكتسبت الصفة المؤمنة في المرتبة الكاملة.
يتبع... .طارق عادل سليمان.
.تكلم حتى أراك.
0 comments :
إرسال تعليق