نتابع الآن الحلقة الثالثة من بحث النفس في علوم الأهرام.
بعد معرفتنا لمقامات النفس وما يقابل كل مقام من صفة روحية وشاكرة وغدة في الجسد
سنتحدث الآن عن النفس ككل ماهي وماصلتها بالقلب والعقل والروح.
مركز النفس المادي هو الغدة الصنوبرية التي تقع بين فصي الدماغ , الدماغ العقل المادي او الواعي أو الظاهري المسؤول عن الحس والمادة وادراك المحسوسات بواسطة الحواس الخمسة المتعلقة بالجسد المادي اللمس الذوق الشم السمع البصر , الدماغ هو جناحا النفس التي تطير بهما إما إلى أعلى وإما إلى أسفل , فهي المركز الحسي لكل الجسد ومايفعله الإنسان مسؤل عنه بها من تذوقه لطعام حلال او حرام أو شهوة أو غريزة الدماغ ليس عقلا بل هو صورة النفس, العقل الحقيقي لايسكن الجسد سنتحدث عن ذلك.
الدماغ صورة عن النفس المتمثلة ماديا في الغدة الصنوبرية , المفتاح بين العالم العلوي أو السفلي المسؤولة من ذاتها أمام الله عز وجل ومقامها كاملاً في الرأس و الطبقات الستة المتدرجة في الجسد على شكل غدد مسؤولة منها وتحت امرتها وهي مسؤولة من القلب مباشرة إما أن توجهه أو يوجهها وهنا الأمر للإنسان إما أن يسلم قلبه لها أو يجعلها طائعة تحت أمر القلب طبعاً والأمر ليس سهلاً فهذا الصراع الحقيقي منذ الأزل إما أن يجعل العبد قلبه لله أو يجعل نفسه أناه في قلبه. وهذه هي الطامة الكبرى لأن هذا الصراع هدف النفس وغايتها منه أن تتربع على عرش القلب الذي هو مكان الرحمن في كل انسان لتقول النفس كلمتها{ الأنا نية }وهذه الكلمة الشيطانية مقسومة لقسمين أن تقول النفس أنا بالقلب الشطر الثاني هو نية لتصبح الكلمة انانية , ماذا يعني ذلك؟
أي ماتفكر به النفس دماغيا سينويه القلب رغما عنه , وهنا القلب غافل ضال ليس له علاقة بالعالم العلوي فقد حجب عنه لأن صاحبه سلمه لنفسه , كل حرام تفكر به سيعمل القلب عليه لأن العبد أصبح طائعا لها ولهواها بقلبه.
الآن كيف أسيطر على النفس وماعلاقة القلب بذلك وإن لم يكن دماغنا هو العقل الحقيقي فأين العقل الحقيقي؟
أولا لنقرأ الآيات الكريمة:
بسم الله الرحمن الرحيم
أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا ﴿٤٦ الحج﴾
سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ ﴿١٥١ آل عمران﴾
كَذَٰلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِ الْكَافِرِينَ ﴿١٠١ الأعراف﴾
لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا ﴿١٧٩ الأعراف﴾
سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ ﴿١٢ الأنفال﴾
مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ﴿١١٧ التوبة﴾
كَذَٰلِكَ نَطْبَعُ عَلَىٰ قُلُوبِ الْمُعْتَدِينَ ﴿٧٤ يونس﴾
كَذَٰلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ ﴿١٢ الحجر﴾
كَذَٰلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ ﴿٢٠٠ الشعراء﴾
كَذَٰلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٥٩ الروم﴾
وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ ﴿٤٥ الزمر﴾
أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ﴿٢٤ محمد﴾
هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا ﴿٤ الفتح﴾
وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً ﴿٢٧ الحديد﴾
قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ ﴿٨ النازعات﴾
خَتَمَ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَعَلَىٰ سَمْعِهِمْ وَعَلَىٰ أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ ﴿٧ البقرة﴾
فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا ﴿١٠ البقرة﴾
ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ ﴿٧٤ البقرة﴾
وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلًا مَا يُؤْمِنُونَ ﴿٨٨ البقرة﴾
قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ ﴿٩٣ البقرة﴾
قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَىٰ قَلْبِكَ ﴿٩٧ البقرة﴾
كَذَٰلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ ﴿١١٨ البقرة﴾
إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ ﴿١٤٣ البقرة﴾
قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ﴿١٤٤ البقرة﴾
وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ ﴿٢٠٤ البقرة﴾
قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَىٰ وَلَٰكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ﴿٢٦٠ البقرة﴾
وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ ﴿١٥٤ آل عمران﴾
وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ ﴿٢٨٣ البقرة﴾
فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ﴿٧ آل عمران﴾
رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً ﴿٨ آل عمران﴾
وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ ﴿١٠٣ آل عمران﴾
وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَىٰ لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ ﴿١٢٦ آل عمران﴾
قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ﴿١٤٤ البقرة﴾
وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ ﴿٢٠٤ البقرة﴾
وَلَٰكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ ﴿٢٢٥ البقرة﴾
كَذَٰلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ ﴿٣٥ غافر﴾
إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ﴿٣٧ ق﴾
صدق الله العلي العظيم
**********************************
يتبع في الحلقة القادمة... طارق عادل سليمان
تكلم حتى أراك
0 comments :
إرسال تعليق