آخر ماتم نشره

الأحد، 25 يوليو 2021

تفاحة آدم

 تفاحة آدم


الصفتان اللتان أخرجتانا من الجنة..؟!؟

الغرور الكبرياء
قبل الخوض في الحديث عنهما لنتكلم عن هدف الرسالات السماوية التي جاءت من الله عز وجل
ماكان هدفها وأين تصب في جوهرها ومالذي عتى الإنسان عن ربه عز وجل حتى ابتعد عنه وعن عبادته وماهو أساس العبادة لله عز وجل؟
ان انطلقنا اولاً نحو الرسالات السماوية التي نزلت على الأرض سنجد أنها ترتكز حول توجيه الإنسان باتجاه عبادة الله الواحد وتوجيهه نحو الصراط المستقيم الخلق الفضائل الآداب في النفس والمجتمع والأخلاق الأسمى التي وأساساً اعترى عنها بابتعاده عن الله خالقه عز وجل ليتقمص صفات محقورة مذمومة ، هو اعتراها من قبل الصفتين المذمومتين الغرور والكبرياء والتي كل القبائح والرزائل تقف خلفهما.
إن جئنا إلى سبب خروج سيدنا آدم عليه الصلاة والسلام من الجنة كانت صفة الغرور لنتخيل سوياً وبكل تفكُّر وتمعن ماهو سبب خروج سيدنا آدم عليه السلام من الجنة ؟؟
هل هو السبب أكله من الشجرة؟
لنرى ماتقول الآية الكريمة في ذلك.
قول الله عز وجل:
بسم الله الرحمن الرحيم
فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا ﴿٢٢ الأعراف﴾
لننتبه على الصفة المذمومة التي اتخذها سيدنا آدم عليه السلام أو اقتبس منها تذوّق ثمار الشجرة سنجد الصفة الغرور.
ابليس لعنه الله كان يعلم كيف يجعل النفس تنجر نحو الخطيئة بكل سلاسة هو لم يتعذب ولم يترجى سيدنا آدم عليه السلام ليأكل من الشجرة
بل دلّهُ بغرور إذاً هذه الصفة خلفيتها كبيرة جداً
وهذه الصفة إن عُدنا إلى خلفيتها ستحمل تحت طياتها كل الصفات المذمومة المحقورة الأخرى
إذاً الشجرة التي ذاقها أساساً سيدنا آدم عليه السلام كانت الغرور وثمرتها هي كل الصفات المحقورة المذمومة التي وراءها.
ونزولنا الى الحياة الدنيا انما لاعترائنا إيّاها ولن نَنْسَلِخْ من الدنيا إن لم نسلخ عنّا هذه الصفة وثمارها ، إذاً الصفة ((الغرور )) تضم أو تشمل تحتها كل الصفات السيئة ونحوها يقول الله عز وجل في كتابه الحكيم
بسم الله الرحمن الرحيم
وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴿١٨٥ آل عمران﴾
فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ ﴿٣٣ لقمان
حَتَّىٰ جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ ﴿١٤ الحديد﴾
وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّىٰ جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ ﴿١٤ الحديد﴾
وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴿٢٠ الحديد﴾
يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا ﴿١٢٠ النساء﴾
يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا ﴿١١٢ الأنعام﴾
وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ ﴿١٣٠ الأنعام﴾
فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا ﴿٢٢ الأعراف﴾
الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ﴿٥١ الأعراف﴾
وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا ﴿٦٤ الإسراء﴾
ذَٰلِكُمْ بِأَنَّكُمُ اتَّخَذْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا وَغَرَّتْكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ﴿٣٥ الجاثية﴾
وَلَٰكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ ﴿١٤ الحديد﴾
الله عز وجل حذرنا من أن نقترف كل فعل هو مذموم بهذه الصفة
إذاً الغرور شجرة وثمارها كل صفة مكروهة
نأتي على الأمثلة الآن:
البخل: من الصفات السييئة وسببه غرور صاحب المال بماله حتي يصبح عبداً له.
الزنا : وسببه غرور فاعِلَيه بمتعته.
الحقد البغض اللؤم: اسبابها غرور صاحبها لما في يد من حقد عليه وبُغضُه له حتى يكاد يحسده فيقتله.
عدم الإيمان بالله عز وجل اسبابه كثيرة وفي كلها غرور المشرك بنفسه واتباعه هواه حتى يفقد نفسه بيد ابليس.
وغير ذلك الكثير والأخطر من ذلك كله وسبب خطورته عدم معرفة صاحبه به وهو الإغترار
بالشيء الحسن أن يغترّ المرء بنفسه وعلى صفاتها الجيّدة فتودي به للهلاك من حيث لايدري وتلك من عظائم الأمور.
يقول الإمام علي (عليه السلام): ضاحك معترف بذنبه أفضل من باك مدل على ربه.
-و عنه (عليه السلام): سيئة تسوءك خير عند الله من حسنة تعجبك .
وفي التحذير من الرضا عن النفس - الإمام علي (عليه السلام): شر الأمور الرضا عن النفس.
- وعنه (عليه السلام): إياك أن ترضى عن نفسك فيكثر الساخط عليك.
- وعنه (عليه السلام): رضاك عن نفسك من فساد عقلك.
- وعنه (عليه السلام): بالرضا عن النفس تظهر السوءات والعيوب.
- وعنه (عليه السلام): رضا العبد عن نفسه مقرون بسخط ربه.
- وعنه (عليه السلام): الراضي عن نفسه مغبون، والواثق بها مفتون.
لأن الرضى عن النفس يُغِر صاحبها بها ودون أن يدري يقع في المحظورات وفي الشبهات.
وهو أشد انواع الغرور فتكاً في النفس فاللهمّ جنّبنا الغرور وأهله.
بعد كل ذلك ماتقدمت به عن الغرور يأتي الكبرياء
مامعنى ذلك ؟
الجواب: كِبْر؛ عظمة وتجبُّر وترفُّع عن الانقياد واستعلاء.
عندما أمر الله عز وجل سيدنا آدم عليه السلام
ألا يأكل من الشجرة أكل منها الصفة التي أتاه ابليس من بابها هي الغرور ليحمل وزر الصفة الثانية ألا وهي كِبْر؛ عظمة وتجبُّر وترفُّع و استعلاء عن أمر الله عز وجل وبذلك يتملك صفة الكبرياء بجانب صفة الغرور . لتصبح ماحصل عليه سيدنا آدم عليه السلام نتيجة اكله من الشجرة بعد اقدامه على صفة الغرور هو حصوله على الصفة الثانية الكبرياء ، ولذلك أمرنا الله عز وجل سبحانه وتعالى بالسجود له لرفع الكبرياء بعد رفعه للغرور من قلوبنا.
إذاً السؤال الآن الذي يجب أن نطرحه ، مالذي فقده سيدنا آدم من صفة عظيمة حتى حل الغرور مكانها والكبرياء بعدها؟
مالذي ممكن أن نتوقعَ فقدانه ؟
لن يخطر على بال أي أحدٍ منا إلا إن تمعنّا قليلاً
الرسول عليه الصلاة والسلام :
قال في حديثه الشريف صلى الله عليه وآله وسلم:
*إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق*
الرسول عليه الصلاة والسلام يقول إنما بُعثتُ لأتمِّم......... إذا عليه الصلاة والسلام قال لأتمم
وما قال لأرسي ولم يقل لأؤسس إنَّما قال لأتمِّم
إذاً من أتى بالرسالة الأسمى والتي هي الأساس
في كل الرسالات وفي كل الديانات ولا يُعبد الله عز وجل بدونها ولا يمكن نزع صفتي الغرور والكبرياء إلا بحلولها الصفة التي انتُزعت من سيدنا آدم عليه السلام عندما حلت صفتا الغرور والكبرياء.
هل لكم أن توقنوا ماهي؟
سنبدأ من النهاية:
عندما يسلم إنسان على انسان
ماهي الصفة الحاصلة بينهما حتى تم تأسيس، السلام عليها؟
عندما يتقرب عبد من الله عز وجل بعد أن نَزع الغرور والكبرياء من قلبه على ماذا حصل قبل أن يتقرب مادبّ الله عز وجل في قلبه حتى قربه إليه؟
ماهي علاقة الزوجين فيما بينهما أُسُسها وبناء حياتهما على أساسها؟
ماهي علاقة الطفل بوالديه أسسها ، استنادها؟
ماهي علاقة الناس بين بعضهم البعض أقارب جيران عابري سبيل زملاء عمل وغير ذلك أسسها واقترانها؟
علاقة الإنسان نفسه بنفسه علاقته بربه سبحانه وتعالى.... الخ الأمثلة كبيرة وكثيرة
الصفة المقدسة هي المحبة:
سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام أتى برسالة المحبة أرسى قواعدها وعمدها الرسالة الأسمى
هدف كل الرسالات والعبادات عبادة الله عز وجل لا تتم إلا بمحبة ، الرسول عليه الصلاة والسلام أتى ليتمم مكارم الأخلاق كل الصفات الخلوقة الحميدة المتفرعة من شجرة المحبة شجرة الله عز وجل الشجرة المباركة التي تربط كل شيء بكل شيء بالله بخلاف شجرة الضد الغرور والكبرياء شجرة ابليس لعنه الله.
إذاً عندما علمنا الآن ماهي الصفة المحقورة المذمومة التي بها طردنا من رحب الله عز وجل
ألا ينبغي علينا اليوم ولو إزاحة جزء بسيط منها من قلوبنا بمحبة الله عز وجل والعودة إليه.
بمحبتنا لبعضنا البعض وتعاملنا مع بعضنا البعض
بمحبة.
الغرور :هذه الصفة اليوم تتملكنا من رأسنا لأسفل قدمنا في كل شيء ، لو قام كل منا بفحص نفسه الآن لوجد به عيباً أساسه الغرور وعدم رجوعه عن عيبه بسبب كبريائه.
دمتم في خير الله ورعايته وحفظه.
طارق سليمان



 

اعلان 1
اعلان 2

0 comments :

إرسال تعليق

عربي باي